موقع السراج
وصايا النبي صلى الله عليه و سلم
حقوق الحيوان في الإسلام
مناقب الحيوان في الإسلام
- للحيوانات مجتمعات تعيش بها كما البشر
يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) – سورة الأنعام آية 38.
إذن للحيوان عالمه و مجتمعه و قواعده مثلنا تماما و من ثم يجب النظر الي عالمهم بنظره جديرة بالاهتمام والاحترام. - الحيوانات من نعم الله تعالى على البشر
سخر الله تعالى الحيوان لخدمة الإنسان فهو نعمة و منة من الله تعالى لهذا وجب علينا الحفاظ عليها و رعايتها و شكر الله تعالى أنه قد أكرمنا بها.
يقول تعالى: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) – سورة البقرة آية 57.
و يقول تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) - سورة النحل الآية 66.
و يقول سبحانه: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) – سورة النحل آية 69. - للحيوانات قدرات الخاصة
- الحيوان دليل على عظم قدرة الخالق و جمال خلقه
- مناقب بعض الحيوانات في القرآن و السنة
- تكريم الله سبحانه و تعالى للحيوان بإلهامه التسبيح لله تعالى
- الحيوان معلماً للبشر: فضل الغراب على الإنسان
- الحيوان رسولا بين البشر
- الحيوان من جنود الله
أعطى الله تعالى الحيوانات قدرة رؤية ما لا يراه الإنسان، وسماع ما لا يسمع الإنسان، لحكمة هو يعملها سبحانه، فبعض الحيوانات ترى الملائكة، وبعضها يرى الشياطين، بل إنها لتسمع أصوات المعذبين في قبورهم، بل وقبل ذلك وبعده تشفق الحيوانات، وتخاف من يوم الجمعة لعلمها أن القيامة لا تقوم إلا يوم الجمعة.
قال تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام و عدم معرفة الجن بموته: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) – سورة سبأ آية 14.
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطاناً.)) – صحيح الترمذي
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن الموتى ليعذبون في قبورهم، حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم)) - رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تطلع الشمس، ولا تغرب على أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا وهي تفزع يوم الجمعة، إلا هذين الثقلين الجن والإنس)) - رواه ابن خزيمة وابن حبان.
ذكر الله تعالى من الآيات ما يوسع نظرة الإنسان للحيوان مشيراً إلى أن له جانباً معنوياً، وصفات جمالية تقتضي الرفق به في المعاملة، والإحسان إليه فقال: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) وقال: (لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)
و قال تعالى: (أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) – سورة الغاشية الآيات من 17 الى 20. فأوضحت الآيات الكريمة دلائل عظمة خلق الله تعالى فكانت (الإبل) أحد هذه الآيات.
و قال تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) - سورة الحج آية 73. و الآية توضح للبشر مدى عجزهم فهم لن ينجحوا في خلق كائن بسيط كالذبابة و إذا أخذت الذبابة منهم شيئا فلن يستطيعوا استعادته و هذا لتوعية البشر بعجزهم و ضعف قدرتهم أمام عظمة قدرة الله تعالى.
و يقول تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) – سورة النور آية 45. و في الآية دليل التنوع و قدرة الله تعالى الفائقة في الخلق.
ذكرت آيات القرآن الكريم و السنة المطهرة مميزات للعديد من الحيوانات و منها:
قال تعالى : (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) - سورة النمل آية 18. و في الآية توضيح لإدراك النملة و حكمتها.
و قال تعالى عن النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) - سورة النحل الآيتان 68 و 69. و في الآية توضيح للخير الذي تمنحه النحلة للناس فتنتج العسل الشافي بإذن الله تعالى.
عبد الله بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)) – مسند أحمد، ووقع في رواية ابن إدريس عن حصين في هذا الحديث من الزيادة قوله صلى الله عليه وسلم: ((والإبل عزّ لأهلها، والغنم بركة)) - أخرجه البرقاني في مستخرجه، ونبه عليه الحميدي، ونقله ابن حجر
وروى النسائي عن زيد بن خالد الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)) - رواه أبو داود أيض، وابن حبان في صحيحه، إلا أنه قال: ((فإنه يدعو للصلاة)) على ما نقله المنذري (5/133).
أوضح القرآن الكريم أن الحيوانات تسبح الله وتسجد له كسائر المخلوقات من إنس وجانّ، ونبات وجماد، قال الله تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) – سورة الإسراء آية 44.
وقال تعالى: (أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ* وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) – سورة النحل الآيتان 48 – 49.
وقال جل شأنه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) – سورة الحـج آية 18.
وقال سبحانه: (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) – سورة الأنبياء آية 79.
و قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) – سورة الإسراء آية 44.
يقول تعالي: (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) - سورة المائدة.
في هذه الآية يبين سبحانه وتعالي أنه بعث غرابين فاقتتلا حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه وكان ابن آدم هذا أول من قتل وقيل: إن الغراب بحث الأرض على طعمه ليخفيه إلي وقت الحاجة إليه لأنه من عادة الغراب فعل ذلك فتنبه قابيل بذلك علي مواراة أخيه.
و كلنا نعلم قصة الهدهد مع سيدنا سليمان عليه السلام حيث أبلغة عن قوم سبأ و أنهم يعبدون الشمس فأرسله سيدنا سليمان عليه السلام بكتابه الى بلقيس ملكة سبأ لعلهم يهتدون و يؤمنون بالله تعالى.
يقول تعالي: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ َجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ. أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) - سورة النمل من الأية 23 الى 25
و بهذا اوضح القرآن الكريم رجاحة عقل الهدهد و تعجبه من غباء من يسجد للشمس من دون الله تعالى.
يقول تعالي: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) - سورة الأعراف آية 133. فكانت الحشرات (الجراد و القمل) و الحيوانات (الضفادع) أداة تعذيب للعصاة لعلهم يهتدون و يعودون للحق.
و في قصة سيدنا يونس عليه السلام كانت محنة التقام الحوت له هي ما رده -عليه السلام- الى الحق يقول تعالى: (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) - سورة الصافات آية 142. لقد التقم الحوت سيدنا يونس و لم ينهش له لحماً ولم يكسر له عظماً بأمر الله تعالى.