موقع السراج
ماذا كان يفعل قبل ان يخلق الكون؟
سؤال يطرحه بعض الملحدين فقبل أن نجيب علينا أن نتخيل حالة إفتراضية
مثل هذا السؤال يعطي إنطباع أنك موظف كسول بليد قليل الحيلة تحاول إضاعة الوقت في أسئلة سفسطائية لا تقدم و لا تؤخر كما تدل على انك عديم الحجة و لا تجد مبرراً للتهرب من واجبك فتضع الأسئلة التي لا تمت لصلب الموضوع بصلة لذا فرد فعل مديرك صدقني لن يكون لطيفاً كما تتمنى
نفس الشيء في قضيتنا الحالية فما الفارق الذي سيحدثة جدول أعمال الله سبحانه و تعالى –ولله المثل الأعلى – في قضية إيمانك هل لو عرفت أنه فعل كذا و كذا سيزداد إيمانك و هل لو عرفت أنك أول مخلوقاته ستتبعه...هل كلما زاد عدد المهام التي قام بها سبحانه كلما إزددت إيمانا به...بالطبع لا فلا علاقة بين الإثنين لكن نشكر السائل لأنها وضحت أن بعض الأسئلة تكون من باب الجدل البيزنطي كما نقول لأنه غير مجدي و لا علاقة له بالنتيجة النهائية ومع هذا فنشكرك أنك تبني سؤالك على فرضية أن الله تعالى قد خلق الكون و هو عكس فكرك عامة
فلنفكر سويا من خلق الكون الذي نعيش فيه الآن كما نراه الآن أليس من الممكن أن يكون قد خلق مخلوقات أخرى و أكوان أخرى قبلنا؟ أهناك ما يمنعه من ذلك؟ الله تعالى أخبرنا عن خلق القلم الذي كتبت به مقادير الخلائق و كتابه المقادير و عن خلق السموات والأرض وعن خلق آدم وأخبرنا عن وجود الملائكة والجن قبل خلق آدم و هكذا ثم انظر إلى تطور أي جنس من الأجناس فلننظر مثلا إلى (فيروس الأنفلونزا) و كيف يتطور كل عام و يتحور حتى عجز الإنسان عن إيجاد مصل له رغم بساطة هذا الفيروس -إلى الآن- و هكذا كل الكائنات تطورت و عملية التطوير في الكون لا تنتهي فلماذا لا يكون الكون الحالي تطور لسابقه مثلا...طبعا هذه الفرضية للمثال فقط فالله وحده أعلم و لكن المراد أن فكرة أن يعطينا الخالق الأعظم جدول أعماله حتى نؤمن به فكر مرفوض تماما لأن قدرته لا تخفى على عين إلا من أعماها عامداً
تخيل أن مديرك في العمل أمرك بشيء ما خاصة بالشغل هل ستقف أمامه و تسأله ماذا كنت تفعل منذ استيقذت اليوم وضح لي ذلك كي أنفذ طلبك...هل تتخيل رد فعله...أعتقد سيضحك أو يعتبرك جننت لأن جدول مديرك اليومي لا يعنيك من قريب أو من بعيد و لا يؤثر نهائيا على حقيقة كونه مديرك و أن عليك تنفيذ طلبه فما الفارق الذي سيحدث في تنفيذ القرار إذا عرفت أنه لعب رياضة قبل العمل أو وضع بنزين في سيارته و هو قادم للعمل...