موقع السراج
إذا كان الله تعالى موجوداً فلماذا لم يحدد ديناً واحداً للبشر جميعاً
و لماذا تركنا لديانات متعددة مع ما سببه ذلك من صراعات
سؤال يطرحه البعض لماذا لم يحدد الله تعالى دين واحد للبشرو تركنا تائهين بين ديانات عديدة تحارب بعضها البعض و الإجابة في بضع نقاط وهي
دعنا نتخيل الموقف التالي: أنت تريد الذهاب لمكان ما فقمت بسؤال عشرة أشخاص عن أفضل طريق إليه فأجابك كل منهم بطريق مختلف بعض هذه الطرق صحيحة و بعضها خاطئه لكن الإستنتاج الذي لا مفر منه أن الهدف الذي تريد الذهاب إليه موجود فعلاَ بدليل أن الجميع يعرفه و يعرف الطريق إليه و إن كان بعضهم نجح في الوصول و بعضهم ضل الطريق كذا الحال مع الله سبحانه و تعالى تعدد الديانات يدل أن البشر طالما سعوا لمعرفة الله تعالى و الوصول لرضاه و لا يعني بأي حال من الأحوال عدم وجود الله فتعدد الديانات دليل على وجود الله تعالى و سعي البشر بمختلف ثقافاتهم و أماكنهم و أفكارهم للوصول لرضاه سبحانه و تعالى.
قدر الله سبحانه و تعالى أن يمنح الإنسان حرية الإختيار فهو ليس كالملائكة مجبر على طاعة الله دون إختيار شخصي أما الإنسان فقد وهبة الله تعالى حرية الإختيار فله حرية إختيار دينه كما يشاء قال تعالى في القرآن الكريم : (لا إكراه في الدين) – سورة البقرة آية 256 فتعدد الديانات دليل قطعي على حرية الإنسان في الإختيار
إن دين الله واحد و رسالته سبحانه التي وصلت للبشر عن طريق رسله سبحانه واحدة وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والإيمان و عدم إشراك أحد به و هو الإسلام العام.
فللإسلام معنيان عام و خاص فالخاص هو الشريعة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما الإسلام العام فهو ما جاء به جميع الأنبياء والرسل من آدم وحتى محمد عليهم جميعا الصلاة و السلام وهي رسالة توحيد الله وحده و عبادته وحده دون شريك.
المختلف بين الديانات ليس الرسالة نفسها فهي دائماً توحيد الله و إفراده بالعبادة و إنما الفارق بينهم هو الشرائع المختلفة من الحلال والحرام فقد نزلت هذه الشرائع على أقوام محددين في حقبة زمنية معينة و لذلك فمن رحمة الله وفضله وحكمته وعدله أن شرع لكل أمة ما يناسبها ويتفق مع ظروف زمانها ومكانها لذلك فالصحيح من الديانات ينادي بتوحيد الله تعالى و هذا هو أساس كل الرسالات.
رحمه الله تعالى إقتضت أن يمهد للبشرية شريعته المكتملة النهائية كما في الدراسة مثلا فإذا أراد أبنك أن يصبح طبيباً فعليه دخول المدرسة الإبتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية ولا يمكن أن يدخل الجامعة مباشرة فكذا الحال مع الديانات المختلفة فكل منها يمهد لما يليه حتى يأتي التشريع الكامل الملائم لكافة البشر منذ نزوله و حتى يوم القيامة و هنا وجب التوضيح أن الإسلام لم ينزل للعرب وحدهم و إنما للبشرية كافة.
الصراع بين الديانات المختلفة سببه أطماع البشر و تفسيرهم لدياناتهم كما يحلو لهم و ما يتفق مع مصلحتهم أم دين الله الحق فلا يقبل فرض دين معين على البشر بالقوة والترهيب أما ما نراه الآن من تقاتل أهل الأديان المختلفة بل و الفرق المختلفة داخل الدين الواحد ما هو إلا عبث البشر و تلاعبهم لتحقيق أغراضهم الدنيوية.
أغلب الإقتتال بين البشر كان لأسباب سياسية و ليست دينية. حقيقة نحن لا ننكر الإقتتال تحت رايات ديانات مختلفة لكن للأمانة حتى هذه الصراعات يمكن تقسيمها إلى قسمين قسم صراع ديني محض و قسم آخر يضم الكثير منها تم إستخدام الدين فيها كشعار للتغطية على أطماع البشر و ليس لخلافات دينية حقيقية.