موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العنف...المعنى الحقيقيسورة 8 الآية 12
يقول تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) - سورة الأنفال آية 12
تفنن مشركو مكة في إيذاء المسلمين فعذبوهم و قتلوهم و صادروا أموال الكثير منهم و من ثم أمرهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالهجرة الى المدينة. كانت غزوة بدر أول غزوة حقيقية بين المسلمين و مشركي مكة وهذه الغزوة العظيمة هي موضوع هذه الآية الكريمة. في هذه الغزوة تكون جيش الكفار من 950 مقاتل بينما تكون جيش المسلمين مما يقرب من 314 مقاتل فقط إذن معايير القوة كانت كلها في غير صالح المؤمنين و كذلك العتاد و العدة التي توفرت بكثرة مع جيش مشركي قريش بينما كانت أقل كثيرا مع المسلمين
روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين، وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض)) فما زال يهتف بربه ماداً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك وأَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) – سورة الأنفال آية 9
الله تعالى أراد أن يثبت المسلمين و يشجعهم فوعدهم سبحانه و تعالى أنه سيرسل ملائكة لتساعد المسلمين في قتالهم كما سيلقي سبحانه و تعالى الرعب و الخوف في قلوب الكفار
إذن فالآية الكريمة كانت عن واقعة تاريخية محددة و هي معركة بدر حيث كانت القوى غير متكافئة فالعدو أكثر عتادا و عدة بنسبة كبيرة و هم من ظلم المسلمين و طردوهم من دارهم و عذبوهم لا لشيء سوى معتنقهم الديني فأراد الله تعالى أن يعين المسلمين و يشجعهم. إذن الآية نزلت لواقعة محددة و لا يحق لأي مسلم أن يأخذ منها حكما عاما فيشن حرب بربرية ضد مدنيين لم يضروه في شيء