موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العنف...المعنى الحقيقيسورة 5 الآية 33
يقول تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) - سورة المائدة آية 33
اولا و كما تعودنا فلنضع الآية الكريمة في سياقها بذكر الآية التي تليها يقول تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) –سورة المائدة آية 33 و 34
توضح الآية الكريمة حكم الله تعالى في من يعلن الحرب على الله و رسوله و ينشرون الفساد أي يخالفون الأحكام المنظمة لحقوق و حريات البشر فيما بينهم. هذه الأحكام الغرض الأساسي منها إقامة حياة سوية آمنة لكل من في الأرض و هي الأحكام التي تتحقق تحت مظلتها للبشرية المثالية و الأمن
يقول الشيخ الشعراوي في تفسيره للآيتين الكريمتين ما ملخصه الآتي:
(أول شيء في الحرب هو الاستيلاء؛ فمعنى أن يحارب قوم قوماً غيرهم أي يرغبون في الاستيلاء على خيرات أو ممتلكات الطرف الآخر. فكيف يحارب قومٌ اللَّهَ وهو غيب؟. وأول حرب للَّه هي محاولة الاستيلاء على سلطانه، وهو تشريعه إنهم يريدون تزييف تشريعات الله، بينما سبحانه هو المُشرّع
أما عن الرسول صلى الله عليه وسلم له وضعان؛ فالله غيب؛ لكن الرسول كان مشهداً من مشاهدنا في يوم من الأيام، وقد حورب بالسيف، وعندما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى أصبحت حربه كحرب الله، فنأخذ سلطته في التشريع، وهي السلطة الثانية ونقول لها: نحن سنشرع لأنفسنا ولا ضرورة لهذا الرسول
الجزاء أن يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبُوا، وهذا التفعيل في قوله: (أَن يقتلوا أَوْ يصلبوا) جاء للشدة والتقوية؛ حتى يقف منهم المجتمع الإيماني العام موقف القائم على هذا الأمر، والسلطة الشرعية قامت عن الجميع في هذا الأمر، كما يقال: إن النائب العام نائب عن الشعب في أن يرفع الدعوى، حتى لا ينتشر التقتيل بين الناس، دون أن يفهموا حكمة كل أمر
ومادام الإنسان قد تاب وقام بتسليم نفسه دون أن يقدر عليه المجتمع فقبول التوبة حَقٌّ له، ويجب أن نأخذ (أَنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيم) في نطاق ما جعله الله لنفسه، أما ما جعله الله لأولياء المُعتدى عليهم فلابد من العقاب للمعتدي إن طلبه أصحابه)
بمعنى أنه إذا تراجع الإنسان و تاب –فباب التوبة لا يغلق أبداطالما الإنسان مازال حيا- فمن تاب عن أفعاله و تحول الى إنسان يحترم الآخر و لا يخالف القانون طالما حدث هذا قبل القبض عليه فلا داعي للعقوبات السابقة أما إذا تضمنت جرائمهم الإعتداء على الآخرين فلا يجوز إعفائهم من العقوبة و إنما وجب تطبيق القانون عليهم