موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العنف...المعنى الحقيقيسورة 8 الآية 15 و الآية 16
شيء عجيب قدرة الإنسان على تطويع الأحداث لتحقيق أغراضه بل و يلوي الحقائق لإقناع الأخرين بما كانوا سيرفضوه لولا هذا الخداع و التلاعب
تقول الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَوَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) – سورة الأنفال الآيتان 15 و 16
تأمر الآيتان المسلمين بالثبات و عدم الفرار أمام العدو فلا يصح للمسلم الفرار من العدو و لا يوله ظهره أبدا إلا إذا كان الغرض من ذلك تنفيذ جزء من خطة الحرب (إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتال) و المقصود الكرّ بعد الفرّ، يخيل عدوّه أنه منهزم ثم يعطف عليه، وهو باب من خدع الحرب ومكايدها (أَوْ مُتَحَيِّزًا) أو منحازًا إلى جماعة أخرى من المسلمين سوى الفئة التي هو فيه
ما حرمه الله تعالى هو الهروب من العدو بسبب الجبن و الخوف أو الإنهزامية. لأن السبب الحقيقي للهروب في هذه الحالة هو حب الدنيا و تفضيل النفس على الدين هذا الفرار من الزحف يعتبر من الكبائر و له أحكام و شروط عديدة في الشريعة الإسلامية
و سبب إعتبار الفرار من الزحف من الكبائر أنها ليست فقط دليل الجبن و الخسة و إنما يتسبب الفار في إحباط همم من معه من الجنود وهو الأمر الذي قذ يكون له آثار مدمرة على الأمة فهروب جندي قد يحفز هروب فرقة أو كتيبة و ربما يتسبب في إحباط الجيش بأكمله إذا إستجاب له آخرون لأن فرار جندي قد يؤدي الى حالة فوضى يصعب السيطرة عليها أثناء القتال
كيف بالله عليك تعتبر هذه الآية دعوة للعنف بينما كل ما تأمر به هو الثبات و عدم الفرار..هل من المنطقي أن يأمر قائد جيش جنوده أن يفروا عند رؤية العدو؟ و هل إن فعل ذلك سنعتبره قائد عظيم؟ منطق عجيب و محاولة خائبة لإقناعك بإدعائات كاذبة