موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
الفصل الثانيآيات العقوبة
لماذا ذكر الله تعالى آيات توضح عقوبات وقعها تعالى على الأمم السابقة
القاعدة الأساسية في الإسلام هي : البشر ليسوا ملائكة...لهذه الحقيقة إستنتاجان الأول –وهو الواضحة- أن البشر يخطئون فلا تنتظر منهم المثالية أما الثاني أن البشر مخيرون في معتقداتهم و لهذا فقد سلحهم خالقهم الرحيم بالعقل و الضمير ليكونا بمثابة البوصلة التي تساعدهم في تحديد أي مسار يسلكون
يتميز الإسلام بفهم عميق ناضج للطبيعة البشرية و لهذا نجد فكرة أن (باب الرحمة الإلهية لا يغلق أبدا) بارزة و مؤكدة في القرآن الكريم و أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم. يقول تعالى في كتابه العزيز: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) – سورة طه آية 82
عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: ((إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تعالى تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)) - (البخاري و مسلم) - (كتاب رياض الصالحين – كتاب المقدمات – الكتاب الأول – حديث 420)
و عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم)) - رواه مسلم - (كتاب رياض الصالحين – كتاب المقدمات – الكتاب الأول – حديث 422)
هذا الفهم العميق للطبيعة البشرية لابد أن يصحبه التهديد بالعقاب كما قال العرب سابقا : (من أمن العقاب أساء الأدب). البشر مختلفون في طبائعهم هناك صاحب الضمير الحي بطبيعته و هناك بالطبع من يحتاج التهديد بالعقوبة ليفكر مرتين قبل ارتكاب الخطأ و لكن لا تنسى أن حرية الإختيار كفلها الله تعالى للجميع و من هنا يصبح التهديد بالعقوبة رحمة بالمخطيء لانها قد تردعه عن السقوط فيرحم نفسه و يرحم من قد يخطيء في حقه