موقع السراج

Alsiraj Banner Image


دراسة تحليلية لعبقرية الاسلام في القضاء على العبودية/الرق
تجارب الامم في تحريم الرق عنوة

الولايات المتحدة الامريكية
كانت الظروف المعيشية للعبيد فيها سيئة للغاية، تتميز بوحشية المولى والتدهور واللاإنسانية. كان من بين أشكال اللاإنسانية في معاملة العبيد هي الجلد في حالة التمرد وقد تصل إلى الإعدام والاغتصاب، ويستثنى من ذلك بعض العبيد الذين كانوا متخصصون في أعمال ذات أهمية كبيرة كممارسة الطب؛ وأما العبيد المستئجرين كانوا أحسن حالا في المعاملة نظراً لأنهم ليسوا مملوكون بصورة مباشرة
كان التعليم ممنوعا تماما عن العبيد، لمنع التحرر الفكري الذي قد يغرس في العبيد أفكار الهروب أو التمرد
الرعاية الطبية كانت تتم عن طريق العبيد أنفسهم ممن لهم معرفة طبية أو يمتلكوا مفاهيم الطب التقليدي الأفريقي
كان في بعض الولايات الشعائر الدينية محظورة حتى لا يتسنى للعبيد التجمع وبالتالى القدرة على التنظيم والتمرد
كانت عقوبات العبيد المتمردين جسدية، تمثلت في الجلد، والحرق، والتشويه، والوشم بالنار، وقد تصل للشنق. في بعض الأحيان كانت العقوبات دون سبب محدد، ولكن فقط لتأكيد هيمنة السادة

وكان النخاسون في أمريكا يُسئوا معاملة العبيد جنسيا ومن تعترض من السيدات كانت تقتل كان الإعتداء الجنسي متأصل جزئيا في ثقافة الولايات الجنوبية، حيث كانت المرأة، بغض النظر عما إذا كانت بيضاء أو سوداء، لا تزال تعتبر ملكية خاصة
ومن أجل الحفاظ على "العرق النقي" كانت محظورة تماما العلاقات الجنسية بين النساء البيض والرجال السود، ولكن لم تحظر العلاقات بين الرجل الأبيض والمرأة السوداء
اشهر محاولات تحرير العبيد جرت بزعامة ابراهام لينكولن. هل كان هدفه حقوق الانسان ام الحفاظ على وحدة الولايات المتحدة كما يقول لنكولن بنفسه: (إذا كان بإمكاني الحفاظ على الاتحاد بدون تحرير أي عبد سأفعل، وإذا كان بإمكاني الحفاظ عليه بتحرير كل العبيد فسأفعل، وإذا كان بإمكاني الحفاظ عليه بتحرير بعض العبيد والإبقاء على بعضهم فسأفعل أيضا)
لمعرفة المزيد برجاء الضغط على الرابط
https://tinyurl.com/m3wgc47

شن لنكولن حملة ضد العبودية في جميع أراضي الولايات المتحدة المعروفة في ذلك الوقت. وهو ما تعدّه الولايات الجنوبية انتهاكا لحقوقها الدستورية، وجزء من خطة إلغاء الرق بشكل نهائي
تم انتخاب "لينكولن" دستوريا كأول رئيس جمهوري عام 1860. ولكن قبل تنصيبه، أعلنت سبع ولايات للرقيق التي يعتمد اقتصادها على القطن الانفصال عن الاتحاد وتشكيل الكونفدرالية. وكانت لدى أول ستة ولايات منفصلة أعلى نسبة من العبيد في سكانها وتقدر 49%
وكان الرق هو المصدر الرئيسي للتوتر السياسي المتصاعد في خمسينيات القرن 19. وكان الحزب الجمهوري مصمما على منع أي انتشار للرق، وقد هدد عدد من قادة الجنوبيين بالانفصال إذا فاز المرشح الجمهوري "لينكولن" في انتخابات 1860. بعد فوز "لينكولن" بدون موالاة من أي ولاية جنوبية، شعر الكثير من الجنوبيين البيض أن الانشقاق هو الخيار الوحيد، لأنهم يعتقدون أنه ليس لديهم أي ممثل في الدولة، مما يعرقل قدرتهم على تعزيز الأعمال المؤيدة للرق والسياسات

بدأ القتال في 12 أبريل 1861 و لكن أسباب الحرب الأهلية معقدة ومثيرة للجدل منذ بدء الحرب. كتب "جيمس تشابين برادفورد:(أن هذه المسألة قد ازداد تعقيدا من قبل مراجعين تاريخيين حاولوا تقديم مجموعة متنوعة من الأسباب للحرب)
انتهت العبودية فعليا في الولايات المتحدة في ربيع عام 1865 عندما استسلمت الجيوش الكونفدرالية. أفرج إعلان تحرير العبيد عن جميع العبيد في الكونفدرالية، والذي نص على أن العبيد في المناطق الكونفدرالية أحرارا. ننتج عن الحرب حوالى 1،030،000 من الضحايا (3 % من السكان)، بينهم حوالي 620،000 حالة وفاة (أى الثلثين) بسبب المرض. ساوى عدد القتلى الأميركيين في هذه الحرب عدد القتلى في كل حروب الولايات المتحدة الأميركية مجتمعة
و هكذا على فرض ان الحرب احد اسبابها الرئيسية هو تحرير العبيد بالقوة فان الخسائر فادحة

في السودان: الثورة المهدية
كانت محاولة الغاء الرق احد الاسباب الاساسية للثورة المهدية في السودان التي قام بها محمد احمد المهدي فقد كان الرقّ وتجارته تشكّل مصدر رزق للكثيرين. اتخذ الخديو اسماعيل (حاكم مصر و السودان انذاك ) إجراءات عملية لضرب مراكز النخاسة في السودان، وعهد بهذه المهمة إلى الكولونيل غوردون بعد أن زوده بالعساكر والأموال والصلاحيات، وفي 17 اذار مارس 1874 أصدر غوردون قرارا باحتكار تجارة العاج لحساب الحكومة، لأن تجارة العاج كانت الستار الذي يتخفى تحته تجار الرقيق لممارسة النخاسة. وتضمن القرار منع أي فرد من الذهاب إلى المديرية الاستوائية من دون تصريح مسبق من حكمدار السودان، ومنع إدخال البارود والاسلحة النارية الى تلك المنطقة. إلا أن هذا الإجراء كانت له تداعيات معاكسة ما تسبب في قيام الثورة المهدية، كما يذكر الدكتور محمد كمال يحيي في كتابه (الجذور التاريخية لتحرير المرأة المصرية)

وتفسير ذلك أنه لما صار حتما حصول تجار الرقيق على تصريح يمكنهم من إرسال مراكبهم في النيل الأبيض الى المديرية الاستوائية، ترتب على التشدد في تنفيذ هذا الإجراء أن تعطلت الملاحة في النهر بالإضافة إلى أن تعطيل نشاط التجار سواء كانوا من تجار الرقيق أو من أصحاب التجارة المشروعة، لم يلبث أن أثار تذمرهم من الحكومة فصاروا ينتهزون كل فرصة لمقاومتها وتقويض أركانها، وكان تجار الرقيق على وجه الخصوص هم الذين آزروا محمد أحمد المهدي، واشعلوا الثورة في السودان. و قد نتج عن هذا الصراع عشرات الالاف من القتلى و الجرحى