موقع السراج
الوليد بن المغيرة
في كتب السيرة والسنة، فمن ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه
فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً
قال: لم؟
قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً
قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له
قال: وماذا أقول؟! فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه
قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا)
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
وهذه الكلمات عبارة عن بلاغة القرآن الكريم، وأنه ليس من كلام البشر فهو أعلى وأبلغ وأجمع من كل كلام، ولهذا شهد له الأعداء بهذه الشهادة التي تضمنت هذه الحقيقة