موقع السراج
هل الايمان بالانبياء الاولين و الكتب السابقة ضروري في الاسلام و ما حكمة ذلك؟
وجود العالم لم يبدأ ببعثه محمد و لا بولادة عيسى, ان قوافل البشرية تنساب فد دروب الحياة قبل ذلك بقرون كثيرة. لقد اصطفي الله موسي من بين الناس و قال له: (وانا اخترتك فاستمع لما يوحي, انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني و اقم الصلاة لذكري) - سورة طه آية 13,14
ومن قبل موسي بأجيال إختار ابراهيم و من قبله بعث نوحا الذي مكث قرابة عشرة قرون يلح علي قومه ان يعرفوا ربهم و يوحدوه ويستغفروه و النبي الخاتم اكد انه لا يبني علي فراغ و انما علي دعائم مهدها السابقون و انه يذكر الامم كلها بالاصول التي جهلتها او تجاهلتها, الله الواحد و اليوم الاخر و الطاعة المطلقة لرب الارض و السماء, التزام صراطه المستقيم و التعاون علي البر و التقوي..الخ و في هذا يقول الله للمسلمين: (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا و الذي اوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسي وعيسي ان اقيموا الدين و لا تتفرقوا...) - سورة الشورى آية 13
و المسلمون يجزمون بان كل رشد آتاه الله رسله الاولين فقد اتي القرآن به ثم اربي عليه بعد ذلك ما تفتقر اليه الاجيال اللاحقة مما يسد كل ثغره و يمجق كل شبهة و يرد همزات الشياطين. و عندما نطالع الانسانية من قديم نري ان يقوم الامم بتباع احد الاديان ظاهرا و دينهم الباطن عبادة النفس و بلوغ الهوا فنتدبر قوله تعالي(كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و انزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه و ما اختلفوا فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم)"البقرة 213" الجملة الاخيرة ازاحت الستار عن الاختلاف و التعادي و التقاتل ااذي وقع بين المتدينين انه البغي!!
و الانسان تحول الي وحش خبيث عندما يغلف شهوته بالقيم الرفيعة و يزعم انه يقاتل من اجلها و الواقع انه يقاتل من اجل شئ اخر, و علي اي حال فان شبكة القوانين التي رسمها القرآن و اوضحتها السنة هي الطريقة المثلي لضمان المصالح المنشودة الي اخر الدهر
و لم يقع التقاتل علي التشريعات الفرعية و انما وقع علي اركان العقيدة و اصول الايمان و نحن المسلمين المصدقين بنبوة موسي و عيسي و بما انزل الله عليهما من كتب نري ان اليهود و النصاري هاجروا ما انزل الله اليهم و تركوا الايام تجر عليه ثوب النسيان
و لذلك اوحي الله الي نبيه الخاتم ان يستمسك بما يوحي و ان يتبع الانصاف في معاملة السابقين: (فلذلك فادع و استقم كما امرت ولا تتبع اهوائهم و قل امنت بما انزل الله من كتاب و امرت لاعدل بينكم الله ربنا و ربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لاحجة بيننا و بينكم الله يجمع بيننا و بينكم و اليه المصير) - سورة الشورى آية 15
و مع ذلك اعتبر الاسلام ان ما لدي القوم من مواريث يجعلهم اهل كتاب و يجعل مكانتهم ارفع من مكانة الملحدين و عبدة الاصنام و ان ما بقي لديهم من تعاليم سماوية يتيح مخالطتهم و الاكل من اطعمتهم و التزوج من نسائهم و حماية معابدهم و شعائرهم (اليوم احل لكم الطيبات و طعام الذين اتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين اتوا الكتاب من قبلكم اذا آتيتموهن اجورهن محصنين غير مسافحين و لا متخذي اخدان) - سورة المائدة آية 5