موقع السراج

الاسلام الذي بلغه محمد و اخذ الناس به هو الصورة الاخيرة للوحي الاعلي وهو كذلك الصورة العامة التى تستغرق الاجناس كلها و تتناول الاجيال التي تسكن الارض حتي قيام الساعة..النبوات السابقة كانت محلية مؤقتة اى محدودة الزمان و المكان اما النبوة العامة الخالدة-فهي نبوة محمد وحده لايشركه في ذلك نبي من السابقين.فان نبي القرآن عليه الصلاة و السلام أرسي دعائم العقيدة والعبادة والخلق و ساق نصوصا حاسمة تضبط سيرة المرء وتقاليد الجماعة وهذة اسس وتوجيهات لاتختلف باختلاف العصور و لا يمكن اختراق اسوارها, اما ما وراء ذلك من شئون فموكول الي العقل البشرى يمحو فيه و يثبت في ميدان العلوم والانشطة الارضية وشئون الحياة المدنية و الاطوار الجضارية و قد يختلف البعض في الرأي نظرا للقصور الملحوظ علي الحياة الاسلامية العامة و بخاصة في العصور الاخيرة.

لا شك ان الامة الاسلامية فقدت القدرة حاليا عل قيادة نفسها بسبب فسادها الثقافي و السياسي و لكن ذلك الوضع لا يجب ان يعد نموذجا يشكك في صلاحية الاسلام الابدية و قدرته علي قيادة العالم, فحيث العدالة و الرحمة و الفضيلة و الحرية فثم شرع الله!

ان اختلاف الليل و النهار لن يقلب حقائق الاشياء ..فاذا كانت الوحدانية صفة لله فان هذه الصفة لن تتغير و لن تزول مهما طردت مواكب الزمن, واذا كانت تبعية الانسان لربه حقا لامعدي عنه, فان تقدم الحضارة لن يعني ابدا ان الانسان استغني عن الله والصلاة له والضراعة اليه وقل مثل ذلك في ميدان الاخلاق والعلاقات الانسانية كلها و ذلك ينطبق علي مبادئه. فالشوري مثلا مبدا ديني لمنع الاستبداد السياسي و منع عبادة الفرد و العدل مبدأ ديني لمنع الافتيات والتظالمو للعقل ان يشرع من القوانين وينشئ من المحاكم ما يحقق هذه الغاية اداريا واجتماعيا و اقتصاديا.

---

---