موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العنف...المعنى الحقيقيسورة 47 الآية 35
هذه الآية من سورة محمدو هي السورة التي توضح حكم الإسلام فيما يتعلق بالحروب و الأسرى و المنافقين. في البداية لنضع الآية الكريمة في سياقها الحقيقي يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) – سورة محمد الآيات من 32 الى 35
و نلاحظ الآتي:
- المستويات التصاعدية للمواجهة التي واجه الكفار بها المسلمين ففي البداية رفضوا الإسلام ثم بدأوا في منع الناس من الإسلام إما بالتهديد و الوعيد و التعذيب أو بالترغيب و الإغواء ثم اعلنوا الحرب على المسلمين و اللفظ (وَصَدُّوا) دليل أنهم لم يمتفوا برفض الإسلام و إنما بدأوا يمنعون الناس من إعتناق الإسلام. و في آية اخرى يقول تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) - سورة فصلت آية 26 فكلما بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم في تلاوة القرآن كانوا يحدثون ضوضاء عالية بالغناء و التصفيق و السخرية منه صلى الله عليه و سلم حتى لا يستمع له أحد و عندما لم تنجح هذه الطريقة تصاعدوا في إيذائهم حتى وصلوا لمرحلة إعلان الحرب على المسلمين و هذا ما يدل عليه التعبير القرآني (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) أي تصاعد الإيذاء حتى أعلنوا الحرب على الإسلام
- لاحظ التعبير القرآني: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) و هو يدل على إصرارهم على محاربة الدين حتى آخر لحظة في حياتهم كما أنه يدل أن التوبة ممكنة طالما الإنسان لم يمت بعد
- لا يحق للمسلم أن يستسلم في الحرب و لكن إذا وجد في عدوه رغبة في السلام فوجب عليه أن يوقف القتال فورا و الآية الكريمة (فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) يسيء البعض فهمها على أنها تدعو الى الحرب و رفض السلام و هذا غريب حقا لأن هذا الإدعاء يغفل تماما الآية الكريمة التي تقول: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) – سورة الأنفال آية 61
لاحظ هنا كلمة (جَنَحُوا) بمعنى مع وجود أدنى بادرة لرغبة في السلام فوجب على المسلمين أن يوقفوا القتال فورا و يبدأوا مفاوضات السلام إذن فالآية 35 من سورة محمدليست ضد السلام و إنما هي ضد الإستسلام للعدو الذي يصر على الحرب ففي هذه الحالة لا يحق للجيش المسلم الإنسحاب
- لاحظ الآية الكريمة (فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) هي في الحقيقة تشجيع للجيش المسلم الذي كان أقل عددا و عدة من عدوهم لهذا يقول تعالى: (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ) لأنه إذا حكمنا بالقدرات الحالية للجيشين فإن جيش الكفار أقوى و أقدر على الفوز لهذا وعد الله تعالى المسلمين أنه سينصرهم لأنه سبحانه و تعالى يساندهم
لهذا ليس من العدالة إعتبار المسلمين حفنة من الرجال المتعطشين للدماء فقد كانوا أقل عددا و عدة و مع ذلك قاتلوا من إعتدى عليهم و حارب دعوتهم و منع الناس من الإيمان بشجاعة و إقدام. واجههم المسلمون رغم أن معايير القوة التقليدية ليست في صالحهم ولكن المسلمون آمنوا أنه طالما أن الله تعالى معهم فإن المعايير التقليدية تنتهي و النصر حتما آت لهم