موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العنف...المعنى الحقيقيسورة 33 الآية 60
يقول تعالى: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلا) – سورة الأحزاب آية 60
فلنضع الآية في سياقها يقول تعالى: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً
مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) – سورة الأحزاب من آية 60 الى 62
كلما بلغ الفساد بمجتمع ما حد كبير أرسل الله تعالى رسولا ليهدي الناس و يساعد المقهور و يتصدى للظالم لهذا فدائما ما يجد الرسل ثلاثة فئات من البشر
أولا: المقهور الذي يعاني من جراء الفساد و الفاسدين فيؤمن و يعتبر النبي منقذ من هذه الحياة الصعبة التي لا يستطيع تحملها
ثانيا: الفاسد المستفيد من هذا الوضع المزري و بالتالي سيقاتل بشراسة ضد النبي و ما يحمله و ينادي به من معاني العدل و الشرف و المساواة
ثالثا: و هو النوع الخطر وهم المنافقون الذين يدعون الإيمان و التقوى و لكن الإيمان لم يدخل قلوبهم بل لا تحوي قلوبهم الا الكراهية و العداء للدين و الأنبياء و ما يحملونه من رسالة
هذه الفئات التي قابلت النبي صلى الله عليه و سلم عندما دعى الناس للإسلام و إن كانت فئة المنافقين بدأ ظهورها في المدينة عندما هاجر اليها المسلمون لأن المنافقون لا يظهرون إلا عندما تقوى الدعوة الدينية و هكذا كان الإسلام في المدينة فكان دورهم في الدولة الإسلامية أشبه بدور ما يعرف حاليا بـ (الطابور الخامس) فكانوا ينشرون الشائعات الخبيثة فمثلا نشروا أن قبائل العرب تجتمع لقتال المسلمين و إبادتهم أو يدعو أن أحد المسلمين قتله الكفار بوحشية بسبب إسلامه و هكذا لينشروا الرعب و الفزع أو الوقيعة بين المسلمين فصاروا بالحق طابورا خامسا داخل الدولة الإسلامية لابد من مواجهته
في الآية الأولى يهدد الله تعالى المنافقين أنهم إذا لم يكفوا عن أفعالهم الخبيثة فإن الله تعالى سيسلط نبيه صلى الله عليه و سلم عليهم لقتالهم و من هنا نستنتج الآتي:
- المنافقون كانوا يعيشون بين المسلمين في أمان و الدليل كلمة (لَنُغْرِيَنَّكَ) مما يعني أن قتالهم لم يكن في نية النبي صلى الله عليه و سلم
- أن الله تعالى يعطي في هذه الآية إنذارا أخيرا للمنافقين ليكفوا عن إثارة القلاقل داخل المجتمع الإسلامي و لم يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتالهم مباشرة و لم يفضحهم و إنما يحذرهم لعلهم يرتدعوا
- فلننظر في عصرنا الحديث إذا أكتشفت السلطات أحد أفراد الطابور الخامس الذي يعمل ضد الدولة لإثارة القلاقل من داخل المجتمع...كيف يواجهه المجتمع الحالي هل على الدولة تركه تحت زعم حرية الرأي أم تعتقله و تحاكمه محاكمة عادلة فإذا ثبتت إدانته فإن تهمته هي الخيانة العظمى و عقوبتها الموت...إذا كنت لا تصدق فارجع الى التاريخ حيث الكثير من القصص التي لا تحصى عن إعدام الجواسيس و الخونة و كمثال إقرأ قصة الجاسوس فيدكوم كويسلينج (Vidkun Quisling) الذي أدانته النرويج بتهمة الخيانة العظمى و اعدم رميا بالرصاص
- يقول الله تعالى في الآية الكريمة: (الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) حرف العطف (و) في الآية لا يعني أنها تتحدث عن ثلاثة فئات من البشر و إنما تتحدث عن فئة واحدة تقوم بأفعال إجرامية لتدمير المجتمع هذه الفئة هي (المنافقون) ممن إمتلأت قلوبهم بالحقد و الكراهية للمسلمين و الإسلام و من ثم قرروا أن يزعزعزا إستقرار المجتمع بنشر الشائعات المغرضة و إخافة المسلمين من الأعداء و التعريض بسب الإسلام وأهله والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة وهم بذلك يعتبروا النسخة القديمة مما نسميه الطابور الخامس في زمننا الحالي
- تأمر الآية النبي صلى الله عليه و سلم يقتالهم إذا أصروا على تصرفاتهم المشينة و هذا ما سينادي به أي إنسان في عصرنا الحديث لمن يخون البلاد
- الحكم بقتل الخائن ليس مقصورا على الإسلام فهو الحكم السائد في كل الأمم قبل الإسلام...حقيقة أنا شخصيا لا أعتبر إعدام الخائن عنفا بل أراه الطريقة الوحيدة و المنطقية للتعامل مع هذه النوعية القذرة من البشر إذا لم تقنع بكلامي فراجع قوانين أغلب دول العالم في عصرنا الحديث ستجد أن أغلبها يحكم بإعدام من ثبتت عليه تهمة الخيانة العظمى