موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العنف...المعنى الحقيقيسورة 9 الآية 29
يقول تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)– سورة التوبة آية 29
أولا يجب أن نوضح أن هذه الآية تخص أهل الكتاب (اليهود و النصارى)
متى نزلت الآية الكريمة
سأنقل لك عزيزي القاريء رد (دار الإفتاء المصرية) في هذا الموضوع و يمكنك قراءة المقال كاملا موقع دار الإفتاء المصرية باللغة الإنجليزية على الرابط:
Dar Al-Ifta AlMissriyyah - Were Christians forced to pay the Jizyah to spare their lives
أو صفحة فيس بوك الخاصة بدار الإفتاء المصرية على الرابط:
دار الإفتاء المصرية - عنوان الفتوى: آيات الجزية والقتال
تقول الفتوى:
فيما يتعلق يالآية فقد نزلت في غزوة مؤتة و المقصود بها الرومان الذين تحركوا بجيشهم في محاولة لإخضاع المسلمين بعد محاولة فاشلة سابقة للكفار لتحقيق نفس الهدف
لهذا فهذه الآية...تخاطب من لم يحفظوا العهد و كلمة (صَاغِرُونَ) المذكورة في الآية الكريمة تعبر عن تقديم الجزية بعد انتصار المسلمين و بعدما أصبحوا راعايا في الدولة الإسلامية مقابل المحافظة على سلامتهم و امنهم (إضافة الموقع: حيث لا تجبر الدولة الإسلامية غير المسلم على القتال في الجيش الإسلامي) إذن كلمة (صَاغِرُونَ) لا تعني أن أهل الكتاب يقدمون الجزية بصورة مهينة لهم –كما تفسر الآية خطأ و ظلما- لأن هذا التفسير يتعارض تماما مع صحيح الدين و القرآن الكريم و التعاليم النبوية الشريفة فيما يتعلق بحسن معاملة أهل الكتاب
كيف ينظر المسلمون لليهود و النصارى (أهل الذمة)
قبل أن نبدأ في تفسير الآية الكريمة فلنأخذ فكرة سريعة عن نظرة المسلمين لليهود و النصارى. للتوضيح سنذكر واقعة تاريخية موثقة ذكرها القرآن الكريم. عندما وقع قتال بين الروم و الفرس و المعروف أن الفرس مجوسيون (أي يعبدون النار) بينما كان الرومان مسيحيين (أي من أهل الكتاب) و هنا تمنى المسلمون إنتصار الروم لا لشيء سوى أنهم من أهل الكتاب و مؤمنون بالله تعالى لهذا كانوا أقرب الى المسلمين في معتقدهم الديني من المجوس و لكن ما حدث أن الفرس انتصروا فحزن المسلمون و هنا نزلت الآية الكريمة : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) – سورة الروم: الآيات من 1 الى 5
إذن تمنى المسلمون لنصر للروم لأنهم نصارى هذا شعور المسلمين تجاه أهل الكتاب . يقول تعالى :(لاَ يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) – سورة الممتحنة آية 8
روى سفيان ابن سالم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ)) – (المصدر: سنن أبي داوود جيث رقم 3052)
إذن فالقاعدة العامة أن اليهود و النصارى أقرب للمسلمين و الإسلام لا يأمر المسلمين بقتل كل من هو غير مسلم بل على العكس الإسلام أمر المسلمين بالإحسان للجميع طالما لم يعتدوا على المسلمين..إذن عما تتكلم الآية 29 من سورة التوبة
القاعدة العامة في الإسلام أنه إذا غزا المسلمون أرضا فلسكان هذه الأرض ثلاثة إختيارات و هم:
- إعتناق الإسلام و عندئذ عليهم دفع الزكاة للمستطيع و هي من أركان الإسلام
- الإبقاء على دينهم و العيش في سلام مع المسلمين على أن يدفعوا الجزية (و هي ما تعادل الزكاة للمسلمين)
- الإستمرار في حرب المسلمين و قتالهم
في البداية فلنحاول فهم ما هي الجزية
ما هي الجزية
الجزية هي ضريبة يدفعها أهل الذمة من اليهود و النصارى الذين يحيون في كنف و حماية الدولة الإسلامية و هي تضمن لهم الحماية فإذا هجم عدو على الدولة المسلمة فعلى الدولة الإسلامية وجب عليها حماية أهل الذمة و الدفاع عنهم علما بأن الدولة الإسلامية لا تجبرهم على الإلتحاق بالجيش الإسلامي...إذا قرر اليهودي أو النصراني القتال ضمن جيش المسلمين دفاعا عن أرضهم وجب عندئذ على الدولة المسلمة إسقاط الجزية عنه فلا يدفعها
شروط دفع الجزية
- النساء و الأطفال معفيون من دفع الجزية
- اصحاب الإعاقة و الأعمى و كبار السن معفيون من دفع الجزية و إن كانت حالتهم المادية تسمح بدفعها
- الفقراء و المحتاجون و المجانين
- عمال اليومية و الخدم و الأجير
- المريض بمرض مزمن و إن كان غنيا
- رجال الدين الذين كرسوا حياتهم للعبادة و الصلاة (رجال الكنيسة و الأديرة و سائر أماكن الهبادة و الصلاة)
- إذا تطوع غير المسلم في الجيش إراديا (دون إجبار)
- إذا عجزت الدولة الإسلامية عن حماية غير المسلمين يصبح من حقهم عدم دفع الجزية (ابن القيم – كتاب أحكام أهل الذمة الجزء الأول- 8 و الشافعي كتاب الأم – 172/1)
الجزية في الديانات الأخرى
- في إنجيل سفر يوشع اصحاح 16 الآية 10 يقول: (فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ)
-
في موقع
Theology of Work
توجد مقالة عن دفع الضريبة و منها سنأخذ هذه المقتطفات:
في أيام المسيح دفع اليهود الضرائب محليا في المعبد اليهودي و للحكومة الوثنية في روما في آن واحد كما يسرد القديس متى واقعتين توضحان رؤية المسيح –عليه السلام- فيما يتعلقت بدقع الضرائب.
الأولى ذكرت في إنجيل (متى) الإصحاح 17 الآيات من 24 الى 27 حيث سأل جامعي ضرائب المعبد القديس بطرس هل يدفع المسيح –عليه السلام- الضرائب
فقال نعم
فعندما ذهب الى البيت بادر المسيح عليه السلام بسؤاله: (مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟)
فأجاب القديس بطرس: (مِنَ الأَجَانِبِ)
فقَالَ لَهُ يَسُوعُ: (فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلًا خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ)و الواقعة الثانية فيما يتعلق بالضرائب الرومانية توجد في إنجيل متى الإصحاحا 22 الآيات من 15 الى 22 في هذه الواقعة أراد الْفَرِّيسِيُّونَ و الْهِيرُودُسِيِّينَ إيقاع السيد المسيح عليه السلام في فخ فسألوه
فقالوا: (يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟)
فعلم السيد المسيح عليه السلام سوء نياتهم فأجاب بسؤال: (لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ)
فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَارًا فسألهم: (لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟)
قَالُوا لَهُ: (لِقَيْصَرَ)
فَقَالَ لَهُمْ: (أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ)
و في موقع آخر في المقالة تقول : (دفع الضريبة أحد الإلتزامات الأساسية و نحن كمواطنون أو مقيمون يجب أن نلتزم بسدادها مقابل الخدمات التي نتمتع بها في أي مجتمع متحضر) - في العهد الجديد (الرسالة إلى أهل رومية) إصحاح 13 الآيات من 6 الى 7 تقول: (فأنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضًا إذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه فأعطوا الجميع حقوقهم الجزية لمن له الجزية الجباية لمن له الجباية والخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام)
إذن دفع الجزية وفقا لأهل الكتاب أنفسهم يعتبر واجب و يجب الإلتزام بأدائها حتى أن السيد المسيح عليه السلام قد التزم بدفعها إذن هي واجب و حق أصيل للدولة تقره الكتب السماوية و السؤال الحقيقي هو هل تثقل هذه الضريبة كاهل من يؤديها أم تراعي الرحمة و العدالة؟
ما مقدار الجزية التي فرضت على أهل الكتاب
في عهد النبي صلى الله عليه و سلم كانت قيمة الجزية دينار واحد في السنة بينما في الفترة الأموية وصلت الى اربعة دنانير في السنة و هو المقدار الذي كان يسهل على كل فرد دفعه دون إرهاق مادي
التاريخ خير شاهد
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((مَن قَتَلَ مُعاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ، وإنَّ رِيحَها تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ عامًا)) – (صحيح البخاري – الحديث رقم 2930)
و (المعاهد) هو من كان من غيرُ المسلِمين الَّذين أَعطاهُم المسلِمون عهدًا
كما قال صلى الله عليه و سلم : ((من أذى ذميا فقد آذاني)) وفي رواية الخطيب عن ابن مسعود: ((من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة))
و كذلك في الآية 46 من سورة العنكبوت قال تعالى: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) - في عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قَدِم أحد عماله إليه بأموال الجزية، فوجدها عمر كثيرةً، فقال لعامله: إني لأظنكم قد أهلكتُم الناس؟ فقال: لا، والله ما أخذنا إلا عفوًا صفوًا، فقال عمر: بلا سوط، ولا نوط؟ فقال: نعم، فقال عمر: (الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي، ولا في سلطاني) – (ذكرها: إبن سلام/ الإمام أبو عبيد القاسم/ الأموال ص 43 و كذلك ابن قدامة/المغني الجزء التاسع ص 290 و ابن القيم/ أحكام أهل الذمة/ الجزء الأول ص 139) و لاحظ أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه و هو خليفة المسلمين بذل قصارى جهده ليتأكد أن دفع الجزية يتم دون ضغط أو إكراه أو إثقال لكاهل دافعها)
- يعتبر العهد الذي عاهد به عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أهل القدس من الوثائق الخالدة الدالة على الحرية و التسامح و التفهم الذي عامل به المسلمون أهل الذمة و فيما يلي ما نقله الطبري عن هذا العهد المعروف بإسم (العهدة العمرية)
((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر، أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم ومقيمها وبريئها وسائر ملتها، إنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حدها ولا من صلبانهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن -يقصد مدن فلسطين-، على أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعتهم وصليبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وصليبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أرضه، فإنه لا يؤخذ منه شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته، وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليه من الجزية.)) – (تاريخ الطبري 2/308)كما ورد في صحيح الإمام البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بعد طعنه و هو في لحظاته الأخيرة في الدنيا أنه أوصى فقال: (أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا، أن يُوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وألا يكلفوا فوق طاقتهم.) – صحيح البخاري حديث 2824
- ورد عن خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه أنه نص في عهده مع أهل الحيرة ما نصه: (إني عاهدتكم على الجزية و المنعة... فإن منعناكم فلنا الجزية و إلا فلا حتى نمنعكم) – (الخراج؛ لأبي يوسف ص: 143.)
- إذا فشل المسلمون في تحقيق الأمن لأهل الذمة وجب عليهم رد الجزية و قد حدث هذا بالفعل في عهد عمر بن الخطاب عندما بلغه رضي الله تعالى عنه أن هرقل قد أعد جيشا كبيرا لقتال المسلمين و كان أبو عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه قد فتح الشام، وأخذ الجزية من أهلها الذين كانوا يومئذٍ ما يزالون على دِينهم، اشترطوا عليه أن يحميهم من الروم الذين كانوا يَسومونهم الخَسْف والاضطهاد، وقَبِل "أبو عبيدة" الشرط، ولكن "هرقل" أعدَّ جيشًا عظيمًا لاسترداد الشام من المسلمين، وبلغت الأنباء "أبا عبيدة" فردَّ الجزية إلى الناس، وقال لهم: لقد سمعتُم بتجهيز هرقل لنا، وقد اشترطتم علينا أن نحميكم، وإنا لا نقدِر على ذلك، ونحن لكم على الشرط إن نصرنا الله عليهم – (الخراج؛ لأبي يوسف، ص: 139 بتصرف، وفتوح البلدان؛ للإمام أبي الحسن البلاذري، ص: 137، 143 بتصرف، والدعوة إلى الإسلام، توماس أرنولد ص: 53، 54)
-
(العصر الذهبي للثقافة اليهودية) و هو ما يعرفه موقع ويكيبيديا كالآتي: (وهو في نفس فترة العصور الوسطى في أوروبا و هي الفترة التي حكم فيها المسلمون شبه الجزيرة الإيبيرية) و هو النقيض تماما للواقع الشهير (محاكم التفتيش الأسبانية) و التي تم تعريفه في
المكتبة اليهودية التخيلية
كالآتي : (محاكم التفتيش كانت محاكم رومانية كاثوليكية لإكتشاف و معاقبة المهرطقين والتي عرفت بعنف إجراءات الإستجواب و العقوبات و الغياب التام لحقوق المتهم)
إذن نحن نتحدث عن نفس الموقع الجغرافي و نفس المواطنين عندما كانت تحت الحكم الإسلامي إزدهرت مما جعل اليهود أنفسهم يطلقون على تلك الحقبة (الفترة الذهبية للثقافة اليهودية) أي دليل آخر يحتاجه أحد ليعرف يقينا أن المسلمين لم يكونوا طغاة و أنهم حقيقة طبقوا مبدأ (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) – سورة البقرة آية 256
اليهود أنفسهم أعتبروا أن الحكم الإسلامي أزهى فترات ثقافتهم حيث نمت و إزدهرت دون محاكمات جائرة دون قهر أو إجبار على تغيير دينهم و إعتناق الإسلام دون مزيد من الضرائب الباهظة التي تثقل الكاهل...و هذا يناقض تماما ما حدث لهم في نفس المكان عندما حكمهم آخرون أستغلوا الدين لتبرير ما فعلوه من تعذيب و قتل