موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات العقوبة...المعنى الحقيقيسورة 21 الآية 44
تقول الآية الكريمة: (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاَءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمْ الْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمْ الْغَالِبُونَ) - سورة الأنبياء آية 44
تفسير الآية الكريمة
الشرح الظاهر للآية الكريمة أن الله تعالى يخبر الكافرين أنهم يتمتعون في هذه الحياة بفضل الله تعالى و قد تمتعوا بهذه الأفضال الألهية لأمد طويل حتى ظنوا أنهم أصحاب الفضل فيما يتمتعون به و أن هذه النعم لن تنفذ أبدا فالله تعالى يوضح لهم في هذه الآية كذب ظنهم و أنه تعالى قادر على أن ينزع عنهم هذه النعم لأنها إنما كانت بفضل الله تعالى و لإثبات ذلك يمكن للناس أن يروا المجاعات و الأوبئة و الفيضانات و الزلازل و الكوارث الأخرى التي تحدث و لا يستطيع أحد منعها بل يتحداهم الله تعالى أن يوقفوا هذه الكوارث إن إستطاعوا
(يَرَوْنَ) هنا فسرها بعض المفسرون ان المقصود بها الرؤية الفعليه بالعين حيث يرى فعليا هذه الكوارث تحدث و تدمر و لا يستطيع أحد منعها حتى في أكثر الدول تقدما...و قد فسر البعض الآخر (يَرَوْنَ) أن المقصود بها المعرفة بالأمم السابقة و التي دمرتها هذه الكوارث الطبيعية
و هو نفس المعنى الذي تنقله الآية الكريمة: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) - سورة الفجر الآيات من 6 الى 14
وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ : (نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) قَالَ: خَرَابُهَا ، وَقَالَ الْحُسْنُ وَالضَّحَّاكُ : هُوَ ظُهُورُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نُقْصَانُ أَهْلِهَا وَبَرَكَتُهَا ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: نُقْصَانُ الْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَخَرَابُ الْأَرْضِ وَقَالَ ابن عباس في رواية: خرابها بموت علمائها وفقهائها وَأَهْلِ الْخَيْرِ مِنْهَا، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: هُوَ مَوْتُ الْعُلَمَاءِ
هذه الآية الكريمة مكية و في هذه الفترة كانت المسلمون مطاردين من قبل كفار مكة الذين تفننوا في ايذاء من يسلم و يعذبونهم بطرق لا إنسانية لإجبارهم على ترك الإسلام...هذه الآية لا تأمر المسلمين أن يحتلوا أراضي و إنما تسرد حقيقة تاريخية يعلمها العرب جيدا ليثبت لهم أن الله تعالى يمهل و لا يهمل من ينشر الفساد و الظلم في الأرض لهذا تدعوهم الآية للنظر بين صفحات التاريخ ليتذكروا كيف انتهى كل طاغية عربد في عالمه و إستباح الأموال و الأعراض قكلهم انتهوا نفس النهاية المؤلمة بالدمار و الإنهيار لأن كل ما تمتع به من نعم كانت بفضل من الله تعالى و بسبب أفعالهم المشينة نزع الله تعالى نعمه منهم لهذا فالتذكرة بقصص الأمم السابقة الغرض منها أخذ العظة و العبرة مع العلم أن العرب عرفوا قصص الأمم السابقة نقلا عن اليهود الذين كانوا يعيشون بينهم
هي إذن ليست دعوة للعنف و إنما دعوة للتذكر لعلهم يتنبهوا فيقفوا إعتدائاتهم السافرة على المسلمين و ألا تخدعهم مظاهر القوة التي كانوا يتمتعون بها وقت نزول الآية الكريمة و إلا عرضوا أنفسهم للعقوبة المدمرة مثل ما حدث مع أمم سابقة أغترت بقوتها قعوقبت و تناقصت أراضيها لأن أرض الظلم و الطغيان ستتناقص حتى تختفي