موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
مراحل فرض الجهاد في الإسلام
المرحلة الأولى: الصبر
عندما بدأ النبي صلى الله عليه و سلم دعوته في مكة بدأ مشركي مكة معارضته ثم انتقلوا الى مرحلة الإيذاء فأمره الله تعالى بالصبر و التحمل و مجاهدتهم بالقرآن و المناقشات المنطقية. تتضح سمات هذه المرحلة في بعض الآيات الكريمة فمثلا :
المرحلة الثانية: الهجرة الى المدينة
إشتد إيذاء الكفار للمؤمنين و تطور ليصل الى مرحلة التعذيب الغير آدمي و القتل فعلى سبيل المثال لا الحصر ما حدث لأسرة عمار بن ياسر حيث عذب الكفار عمار و ابيه و أمه ببشاعة في لهيب شمس مكة حيث تم سحلهم بالجمال على رمال مكة الساخنة في وقت الظهيرة حيث لهيب الشمس على أشده و وضع فوقهم الاحجار الثقيلة الحارقة لتسحق و تحرق أجسادهم و مع هذا لم يتراجعوا عن إيمانهم. مر النبي صلى الله عليه و سلم بهم فقال لهم: (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة). عذب عمار حتى لم يعد يدري ما يقول...صبر آل ياسر و سائر المؤمنين و كان صبرهم يثير غيظ كفار قريش فيزداد حنقهم و جنونهم فيزيدوا التعذيب أكثر. و في لحظة فقد أبو جهل صوابه فضرب سمية أم عمار رضي الله تعالى عنها بالحربة في مكان عفتها وهي مقيدة مكبلة ..فسقطت رضي الله عنها و ارضاها شهيدة.. بل كانت اول من استشهدت في الاسلام و تبعها ياسر أبو عمار حيث استشهد من شدة التعذيب
و هكذا كان حال المؤمنين بين معذب و مسجون فأمرهم الله تعالى بالهجرة الى المدينة. قال تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) – سورة التوبة آية 40
المرحلة الثالثة: الإذن بالقتال دفاعا عن النفس
في هذه المرحلة سمح الله تعالى للمؤمنين بالقتال دفاعا عن النفس ضد من قاتلوهم و عذبوهم. شرع القتال دفاعا عن النفس و ذلك انقاذا لهم مما كان يحاك ضدهم من مؤامرات حيث شرع كفار مكة في تقليب القبائل العربية ضدهم و تشجيعهم على محاربة المسلمين. يتضح هذا في قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) – سورة الحج آية 39 و 40
و في قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) – سورة البقرة آية 190
المرحلة الرابعة: الإذن بالقتال دفاعا عن الحرية الدينية لكل مستضعف أو مضطهد
هي مرحلة القتال ضد أي شخص يحاول اضطهاد الناس و دفعهم لإعتناق مذهب أو فكر معين. هذه المرحلة ليس الغرض منها إجبار البشر على اعتناق الإسلام و إنما الغرض منها ضمان الحرية الدينية للبشر
التاريخ هنا هو الدليل على أن المسلمين لم يجبروا أي شعب في أي مكان أكرمهم الله تعالى بفتحه على اعتناق الإسلام و لنأخذ مثلا مصر. في مصر بعد الفتح الإسلامي كان هناك المسلمين و المسيحيين و الكفار في تعايش سلمي و لم يجبر أحد على اعتناق الإسلام
هذا النموذج يتعارض تماما مع النموذج الروماني السابق حيث تم تعذيب و قتل المسيحيين و أمر الحاكم دقلديانوس بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد جميع ذوى المناصب الرفيعة من المسيحيين وحرمانهم من الحقوق المدنية، وحرمان العبيد من الحرية إن أصروا على الاعتراف بالمسيحية لسنين و نظرا لفظاعة هذا الاضطهاد اتخذت الكنيسة القبطية بداية حكم هذا الطاغية وهى سنة 284م- بداية لتقويمها المعروف باسم تاريخ الشهداء
و نظرا لسوء أحوال المصريين أرسل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جيشا بقيادة عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه لتحرير شعب مصر من الاضطهاد الورماني ثم ترك لهم حرية الإعتقاد فأسلم من أسلم و بقي على المسيحية من أراد و لم يجبر كائن على دخول الإسلام قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) – سورة التوبة آية 36
إذن متى صار الجهاد فرضا
في العام الثاني من الهجرة كما يتضح من الآية الكريمة من سورة البقرة آية 216 قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)