موقع السراج
في عيشه صلى الله عليه وسلم
في المأكل والمشرب و الحياة
ضيق عيشه صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام ثلاثة أيام تباعًا حتى قبض
وفي رواية: والذي نفس أبي هريرة بيده ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعًا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا - رواه الشيخان
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويًا هو وأهله، لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز شعير - رواه أحمد والترمذي وابن ماجة
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه الشيخان
وفي رواية لمسلم: قالت: لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين
وفي رواية للترمذي عن عائشة: والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في اليوم
وفي رواية للبيهقي قالت: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية ولو شئنا لشبعنا ولكنه كان يؤثر على نفسه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: إن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز شعير
فقال لها: هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام - رواه أحمد والطبراني، وزاد: فقال: ما هذه؟
فقالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة - ورواتها ثقات
وعنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة، وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال - رواه أحمد الترمذي وابن حبان، وقال الترمذي: حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام سخن فأكل، فلما فرغ قال: الحمد لله، ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا - رواه ابن ماجة بإسناد حسن، والبيهقي بإسناد صحيح
وعن أنس رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف - أخرجه الترمذي في الشمائل
ومعنى على ضفف: أي عندما ينزل عليه الضيوف، فيشبع حينئذ لضرورة الإيناس والمجاملة
وعن النعمان بن بشير قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يظل اليوم يلتوي، ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه - رواه مسلم
الدقل: التمر الرديء
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: والله يا ابن أخي، إنا كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال
ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار
قلت يا خالة: فما كان عيشكم؟
قالت: الأسودان، التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه
وعن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا ثيابنا عن حجر على بطوننا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين - رواه الترمذي
ضيق عيشه صلى الله عليه وسلم كان باختياره
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا، وفي رواية: كفافًا - رواه الشيخان والترمذي وابن ماجة
الكفاف: ما لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة
القوت: ما يسد به الريق سمي قوتًا لحصول القوة به
وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكني أشبع يومًا وأجوع يومًا، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك - رواه أحمد والترمذي بسند ضعيف
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد سفة من دقيق ولا كف من سويق،
فلك يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمر الله القيامة أن تقوم؟
قال: لا، ولكن أمر إسرافيل فنزل إليك حين سمع كلامك
فأتاه إسرافيل فقال: إن الله سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أن أعرض عليك أن أسير معك جبال
تهامة زمردًا وياقوتًا وذهبًا وفضة، فإن شئت نبيًا ملكًا، وإن شئت نبيًا عبدًا
فأومأ إليه جبريل أن تواضع، فقال: بل نبيًا عبدًا . . ثلاثًا - رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي وغيرهما
عدم ذكره عيب الطعام واستحباب مدحه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه - رواه البخاري
وعن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله إدامًا، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل ويقول: نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل - رواه مسلم
كان صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاثة ثم يلعقها
روى الترمذي: أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل بأصابعه الثلاث، وكان يلعق أصابعه إذا فرغ ثلاثًا روى مسلم: أنه كان يلعقها قبل أن يمسحها
وقال كعب بن عجرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاث، بالإبهام والتي تليها والوسطى، وأكل صلى الله عليه وسلم أيضًا بخمسة
كان صلى الله عليه وسلم لا يأكل متكئًا
روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا آكل متكئًا
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: إني آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد - رواه ابن عدي والديلمي وابن أبي شيبة بإسناد ضعيف
كان صلى الله عليه وسلم يشرب ثلاثًا
روى السبعة: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثًا، ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله تعالى، فإذا أخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاثًا - رواه الطبراني
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس مرتين - رواه الترمذي وابن ماجة بسند ضعيف
قال المناوي: أي تنفس في أثناء الشرب مرتين، فيكون قد شرب ثلاث مرات، وسكت عن التنفس الأخير لكونه من ضرورة
الواقع، فلا تعارض بينه وبين ما قبله من الثلاث
كان صلى الله عليه وسلم يشرب قاعدًا
روى مسلم: أنه صلى الله عليه وسلم كان يشرب قاعدًا، وكان ذلك عادته صلى الله عليه وسلم
وروى مسلم أيضًا: أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائمًا
وعن علي رضي الله عنه: أنه شرب قائمًا، وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كما رأيتموني فعلت - رواه البخاري وأبو داود والنسائي
فشربه صلى الله عليه وسلم كان لبيان الجواز
كان صلى الله عليه وسلم يلبس من الثياب ما وجد من إزار أو رداء أو قميص أو جبة أو غيرها
عن عائشة رضي الله عنها: أنها أخرجت إزارًا مما يصنع باليمن وكساء من هذه اللبدة، فقالت: في هذا قبض النبي صلى الله عليه وسلم - أخرجه الشيخان
وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية - أخرجه الشيخان
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصًا قصير اليدين والطول - أخرجه ابن ماجة بسند ضعيف
وعنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس قميصًا فوق الكعبين مستوي الكمين بأطراف أصابعه - أخرجه ابن ماجة وابن عساكر والحاكم وابن حبان وصححاه
وقال دحية الكلبي: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من الشام - أخرجه أبو الشيخ وابن حبان
وقال المغيرة بن شعبة: لبس النبي صلى الله عليه وسلم جبة رومية ضيقة الكمين - أخرجه الشيخان
وقال عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: أخرجت إلينا أسماء جبة طيالسة كسروانية، لها لينة
ديباج، وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله
عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها - أخرجه مسلم والنسائي وابن سعد
وعن سهل بن سعد قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله جبة صوف في الحياكة - أخرجه أبو داود والطيالسي
وقال أنس رضي الله عنه: أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقة من سندس فلبسها
قال أنس: فكأني أنظر إلى يديه تذبذان من طولهما، فجعل القوم يقولون: يا رسول الله أنزلت عليك من السماء؟
فقال: وما تعجبون منها؟! والذي نفسي بيده إن منديلاً من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها
ثم بعث بها إلى جعفر بن أبي طالب فلبسها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أعطكها لتلبسها
قال: فما أصنع بها؟
قال: ابعث بها إلى أخيك النجاشي - أخرجه ابن سعد وأحمد وأبو داود مختصرًا
وعن ابن داود: أن قيصرًا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من سندس، فاستشار أبا بكر وعمر، فقالا: يا رسول الله، نرى أن تلبسها، يكبت الله بها عدوك ويسر المسلمون، فلبسها وصعد المنبر فخطب، وكان جميلاً يتلألأ وجهه فيها، ثم نزل فخلعها، فلما قدم عليه جعفر وهبها له - أخرجه قانع بن قانع
وإنما لبس النبي صلى الله عليه وسلم المستقة أو الجبة من سندس قبل تحريم الحرير، ثم نزعها بعد التحريم
وفي رواية لمسلم والنسائي أن النبي قال حين نزعه: نهاني عنه جبريل
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بإهداء المستقة لملك الحبشة لينتفع بها بطريق حلال بأن يكسوها النساء
ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس المستقة بعد تحريم الحرير؛ لكونها مكفوفة بالسندس، وليس جميعها حريرًا
خالصًا لأن نفس الفروة لا تكون سندسًا، ومع ذلك ترك لبسها بعد ورعًا
ولبس النبي صلى الله عليه وسلم الحبرة، وهي كعنبه نوع من البرود اليمنية، وكانت من أحب الثياب إليه، ولبس القباء والفروج، وهو القباء الذي شق من خلفه
وقال الواقدي: كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر، وإزاره من نسج عمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر، ولبس حلة حمراء. والحلة: إزار ورداء، ولا تكون الحلة إلا اسمًا للثوبين معًا
وغلط من ظن أنها كانت حمراء بحتة لا يخالطها غيرها؛ إنما الحلة الحمراء بردان يمنيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود كسائر البرود اليمنية، وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر، فالأحمر البحت منهي عنه أشد النهي
ولبس صلى الله عليه وسلم الخميصة المعلمة والساذجة، ولبس ثوبًا أسود، ولبس الفروة المكفوفة بالسندس
وكان صلى الله عليه وسلم يلبس العمامة وتحتها قلنسوة، وكان يلبسها بلا قلنسوة، وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه، وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي كان إذا استجد ثوبًا سماه باسمه عمامة أو قميصًا أو رداء ثم يقول: اللهم
لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له - أخرجه أحمد والحاكم والثلاثة وحسنه الترمذي، وصححه النووي
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبًا أو غيره بدأ بيمناه، وإذا لبس شيئًا من الثياب بدأ بالأيمن، وإذا نزع بدأ بالأيسر
وقال أنس رضي الله عنه: كان صلى الله عليه وسلم إذا ارتدى أو ترجل أو انتعل بدأ بيمينه وإذا خلع بدأ بيساره - أخرجه أبو الشيخ وابن حبان وسنده ضعيف
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه فبكيت
فقال: ما يبكيك؟
قلت: كسرى وقيصر على الخز والديباج، وأنت نائم على هذا الحصير
فقال صلى الله عليه وسلم: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها - رواه أحمد، وابن ماجة
بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب بلفظ آخر والترمذي وقال: حسن صحيح، والحاكم والطبراني، وقال الحاكم على شرط البخاري
وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال صحيح غير هلال بن حيان وهو ثقة
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف
وفي رواية: كان وساد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتكئ عليه من أدم حشوه ليف - رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة
وعن حفصة رضي الله عنها قالت: كان فراشه صلى الله عليه وسلم مسحًا يثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة
قلت: لو ثنيته أربع ثنيات لكلن أوطأ، فثنيناه بأربع ثنيات فلما أصبح قال: ما فرشتموه الليلة؟
قلنا: هو فراشك إلا أنا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك
قال: ردوه لحاله الأولى؛ فإنه منعني وطاؤه صلاتي الليلة - رواه الترمذي
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ملأت عيني منه قط حياء منه وتعظيمًا له، ولو
قيل لي صفه لما قدرت - رواه مسلم
ولما رأته صلى الله عليه وسلم قيلة بنت مخرمة في المسجد وهو قاعد القرفصاء أرعدت من الفرق، أي الخوف - رواه أبو داود
وجاء رجل إليه صلى الله عليه وسلم فقام بين يديه، فأخذته رعدة شديدة ومهابة فقال له: هون عليك فإني لست بملك ولا جبار، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة، فنطق الرجل بحاجته
روى البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية
وروى أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا
وعن عبد الله بن الشخير قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء - رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، والنسائي بسند حسن، والترمذي وصححه، وابن حبان وابن خزيمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه - رواه الترمذي وابن ماجة وحسنه الترمذي وروى أحمد نحوه، وقال المناوي: فيه عباد بن منصور ضعفه الذهبي
عن أنس رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يطوف على جميع نسائه في ليلة بغسل واحد - رواه السبعة
وزاد في رواية: وله يومئذ تسع، وقال البخاري: وهم إحدى عشرة قال المناوي: ولا منافاة، لأنه ضم مارية وريحانة إليهن، وأطلق عليهن لفظ نسائه تغليبًا
قال الراوي: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟
قال: كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين - هذا لفظ البخاري وعن معاذ: قوة أربعين، وعن مجاهد: كل رجل من رجال أهل الجنة
وعن انس مرفوعًا: يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في الجماع
قلت: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟
قال: يعطى قوة مائة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي - رواه الشيخان
قال المناوي: وذلك لأن النفوس الكاملة القدسية لا يضعف إدراكها بنوم العين واستراحة البدن، ومن ثم كان سائر الأنبياء
مثله لتعلق أرواحهم بالملأ الأعلى، ومن ثم كان إذا نام لم يوقظ لأنه يدري ما هو فيه، ولا ينافيه نومه بالوادي عن الصبح لأن رؤيتها وظيفة بصرية
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قط ضاحكًا حتى أرى منه لهواته وإنما كان يبتسم - رواه البخاري
اللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المواقع أهله في رمضان فضحك رسول الله حنى بدت نواجذه - رواه البخاري
النواجذ: الأضراس
وقال ابن أبي هالة في حديثه: جل ضحكه التبسم
وعن جابر بن سمرة قال: كان صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسمًا - رواه أحمد والترمذي والحاكم
وعنه قال: كان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك. رواه أحمد، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة
وعن عبد الله بن الحارث قال: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه الترمذي
قال الحافظ بن حجر: والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان في معظم أحواله لا يزيد على التبسم، وربما زاد على ذلك فضحك
عن كعب بن مالك قال: كان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر - رواه الشيخان
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لأمزح ولا أقول إلا حقًا - رواه الطبراني، قال الهيثمي: إسناده حسن
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رجلاً كان مخبلاً، قال: يا رسول الله، احملني
فقال: أحملك على ابن الناقة
فقال: يا رسول الله، ما عسى أن يغني عني ابن الناقة
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك، وهل يلد الجمل إلا الناقة! رواه الترمذي
وعن الحسن رضي الله عنه قال: أتته صلى الله عليه وسلم عجوز، فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي أن يدخلني الجنة
فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز
قال: فولت تبكي
فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول :إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً - سورة الرحمن آيات 35 و 36
وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز حين يبكي رحمة لميت، وخوفًا على أمته، وشفقة من خشية الله عند سماع القرآن، وأحيانًا في صلاة الليل
بكاؤه صلى الله عليه وسلم عند المريض
عندما اشتكى سعد بن عبادة ذات مرة، عاده فوجده في غشاية أهله، فقال: قد قضى؟
قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا
فقال: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا _وأشار إلى لسانه_ أو يرحم - رواه البخاري
عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم - رواه الشيخان والترمذي
وعنها قالت: كان النبي يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه - رواه الشيخان وأبو داود والترمذي
وعنها قالت: كان كلامه كلامًا فصلاً يفهمه كل من سمعه - رواه أبو داود والنسائي بلفظ: يحفظه كل من سمعه، قال العراقي: إسناده حسن
وعن جابر رضي الله عنه قال: كان في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ترتيل وترسيل - رواه أبو داود
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثًا لتعقل منه - رواه أحمد والبخاري والترمذي
عن أنس رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم راجعًا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة، في عنقه السيف وهو يقول: لم تراعوا لم تراعوا، وقال عن الفرس: وجدناه بحرًا، أو إنه لبحر - رواه الشيخان والترمذي وابن ماجة
وقال علي رضي الله عنه: لما حضر البأس يوم بدر اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أشد الناس ما كان، ولم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه
وعنه من طريق ثان قال: رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أسد الناس بأسًا - رواه أحمد
وعن البراء: أن رجلاً من قيس سأله: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟
فقال: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، كان هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا
على الغنائم فاستقبلنا بالسهام، وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس، ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على
بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بزمامها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
أنا ابـن عبــد المطلب | أنا النبي لا كـــــذب |
وفي حديث: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال ابن عمر: ما رأيت أشجع ولا أنجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم
مصارعته صلى الله عليه وسلم ليزيد بن ركانة وغبره
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن يزيد بن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم ، فصرعه النبي صلى الله
عليه وسلم ثلاث مرات، كل مرة على مائة من الغنم، فلما كان في الثالثة
قال: يا محمد ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
فقام عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه غنمه - رواه أبو بكر الشافعي بإسناد جيد، ورواه أبو داود والترمذي عن
محمد بن ركانة بلفظ آخر، وقال الترمذي غريب
وقد صارع صلى الله عليه وسلم جماعة غير ركانة منهم: أبو الأسود الجمحي، كما قاله السهيلي ورواه البيهقي، وكان شديدًا بلغ من شدته أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذب أطرافه عشرة لينزعوه من تحت قدميه فيتفرى الجلد ولم يتزحزح عنه
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصارعة وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما رأيت أحدًا أسرع في مشيه منه صلى الله عليه وسلم لكأنما الأرض تطوى له كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث - رواه الترمذي وقال: حسن غريب
وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤًا كأنما ينحط من صبب - رواه الترمذي وغيره
مشي الملائكة من ورائه صلى الله عليه وسلم
عن جابر رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون أمامه إذا خرج ويدعون ظهره للملائكة - رواه أحمد وابن ماجة والحاكم
تبرك الصحابة بآثاره صلى الله عليه وسلم
عن أنس رضي الله عنه: أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعًا فيقيل عندها على ذلك النطع، فإذا قام
أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جعلته في سك، فلما حضر أنسًا الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك
المسك فجعل في حنوطه - رواه الشيخان والنسائي
وعنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل - رواه مسلم
وعن أبي جحيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج بلال بوضوئه، فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء، فمن أصابه منه شيء تمسح به، ومن لم يصب أخذ من بلل يد صاحبه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب من المسك - رواه الشيخان
قال الله تعالى: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وقال صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب - رواه البخاري ومسلم
وعندما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب ورددها مرارًا - رواه البخاري