موقع السراج
أبو ذر الغفاري
ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء
أصدق لهجة من أبي ذر
نسبة رضى الله عنه
إسلامه رضي الله تعالى عنه
صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم، بيد أن الغاية التي يسعى اليها، أنسته جراحه، وأفاضت على روحه الحبور والبشور
ودخلها متنكرا، كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوّفوا بآلهة الكعبة العظام أو كأنه عابر سبيل ضل طريقه، أو طال به السفر والارتحال فأوى إليها يستريح ويتزوّد
فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم، ويستمع إليه لفتكوا به
وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به، ولكن بعد أن يقابل الرجل الذي قطع الفيافي ليراه، وبعد أن يؤمن به، إن اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته
ولقد مضى يتسمّع الأنباء من بعيد، وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذر، حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله على محمد، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه
في صبيحة يوم ذهب إلى هناك، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وحده، فاقترب منه وقال: نعمت صباحا يا أخا العرب
وتألقت ابتسامة على فم الرسول صلى الله عليه وسلم، واكتسى وجهه الدهشة والعجب وضحك أبو ذر كذلك، فهو يعرف
سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالإسلام أمامه
إنما هو رجل من غفار !! فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق !! وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير
المشروع انهم حلفاء الليل والظلام، والويل لمن يسلمه الليل إلى واحد من قبيلة غفار
يقول أبو ذر وهو يروي القصة بنفسه: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوّبه تعجبا، لما كان من غفار، ثم قال: إن الله يهدي من يشاء
وكان ترتيب أبي ذر في المسلمين الخامس أو السادس
إذن، هو قد أسلم في الأيام الأولى، بل الساعات الأولى للإسلام، وكان إسلامه مبكرا
الدعوة إلي الله تعالى
وتتابع الأيام رحلتها في موكب الزمن، ويهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ويستقر بها والمسلمون معه. وذات يوم تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان، أثارت أقدامهم النقع ولولا تكبيراتهم الصادعة، لحبسهم الرائي جيشا مغيرا من جيوش الشرك واقترب الموكب ودخل المدينة ويمم وجهه شطر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومقامه
لقد كان الموكب قبيلتي غفار وأسلم، جاء بهما أبو ذر مسلمين جميعا رجالا ونساءا. شيوخا وشبابا، وأطفالا !!
وكان من حق الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزداد عجبا ودهشة
فبالأمس البعيد عجب كثيرا حين رأى أمامه رجلا واحدا من غفار يعلن إسلامه وإيمانه، وقال معبّرا عن دهشته: إن الله يهدي من يشاء
أما اليوم فان قبيلة غفار بأجمعها تجيئه مسلمة وقد قطعت في الإسلام بضع سنين منذ هداها الله على يد أبي ذر، وتجيء
معها قبيلة أسلم إن عمالقة السطو وحلفاء الشيطان، قد أصبحوا عمالقة في الخير وحلفاء للحق أليس الله يهدي من يشاء حقا ؟؟
لقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا
صدقه رضي الله تعالى عنه
ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد، وقدرته اباهرة على مواجهة الباطل بيد أن وقته لم يأت بعد، فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه، حتى اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلّوه
جرأته رضي الله عنه في الحق
تلك طبيعة متمرّدة جيّاشة، أفي اللحظة التي يكشف فيها أبو ذر عالما جديدا بأسره يتمثل في الرسول الذي آمن به، وفي الدعوة التي سمع بتباشيرها على لسانه أفي هذه اللحظة يراد له أن يرجع إلى أهله صامتا.؟ هذا أمر فوق طاقته
هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
كانت هذه الصيحة أول صيحة بالإسلام تحدّت كبرياء قريش وقرعت أسماعها صاحها رجل غريب ليس له في مكّة حسب ولا نسب ولا حمى
ولقد لقي ما لم يكن يغيب عن فطنته أنه ملاقيه فقد أحاط به المشركون وضربوه حتى صرعوه
وترامى النبأ إلى العباس عم النبي، فجاء يسعى، وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم إلا بالحيلة الذكية، قال لهم: يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار، وهذا رجل من رجالها، إن يحرّض قومه عليكم، يقطعوا على قوافلكم الطريق
ولكن أبا ذر، وقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله، لا يريد أن يغادر مكة حتى يظفر من طيباته بمزيد
وهكذا لا يكاد في اليوم الثاني وربما في نفس اليوم، يلقى امرأتين تطوفان بالصنمين (أساف، واثلة) فوقف يسفه الصنمين
تسفيها مهينا فتصرخ المرأتان، ويهرول الرجال كالجراد، ثم لا يفتون يضربونه حتى يفقد وعيه وحين يفيق يصرخ مرة أخرى بأنه (أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله)
ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد، وقدرته الباهرة على مواجهة الباطل. بيد أن وقته لم يأت بعد، فيعيد
عليه أمره بالعودة إلى قومه، حتى إذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلوه
وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم له
وألقى الرسول يوما هذا السؤال: " يا أبا ذر كيف أنت إذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء" ؟
تلك قضية أبي ذر التي سيهبها حياته، وتلك مشكلته مع المجتمع ومع المستقبل
ولقد عرفها رسول الله فألقى عليه السؤال، ليزوده هذه النصيحة الثمينة:(اصبر حتى تلقاني)
ولسوف يحفظ أبو ذر وصية معلمه، فلن يحمل السيف الذي توّد به الأمراء الذين يثرون من مال الأمة
ولكنه أيضا لن يسكت عنهم لحظة من نهار أجل إذا كان الرسول قد نهاه عن حمل السيف في وجوههم، فانه لا ينهاه
عن أن يحمل في الحق لسانه البتار ولسوف يفعل
وجلس يوما يحدّث ويقول:
ولقد عاش هذه الوصية، وصاغ حياته وفقها، حتى صار "ضميرا" بين قومه وأمته
زهده رضي الله عنه
لم يكن أبو ذر ليخفي انزعاجه حين يرى بعض المولعين بايقاد الفتنة يتخذون من دعوته سببا لاشباع ولعهم وكيدهم. جاءه يوما
وهو في الرّبدة وفد من الكوفة يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد الخليفة، فزجرهم بكلمات حاسمة: والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت، وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي
ذلك رجل لا يريد غرضا من أغراض الدنيا، ومن ثم أفاء الله عليه نور البصيرة ومن ثم مرة أخرى أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها كما أدرك ما ينطوي عليه الصمت من وبال وخطر، فتحاشاه أيضا، ورفع صوته لا سيفه بكلمة الحق ولهجة الصدق، لا أطماع تغريه ولا عواقب تثنيه لقد تفرّغ أبو ذر للمعارضة الأمينة وتبتّل.
ولقد عاش أبو ذر ما استطاع حاملا لواء القدوة العظمى للرسول عليه السلام وصاحبيه، أمينا عليها، حارسا لها وكان أستاذ في فن التفوق على مغريات الإمارة والثروة
عرضت عليه الإمارة بالعراق فقال: لا والله لن تميلوا عليّ بدنياكم أبدا
ورآه صاحبه يوما يلبس جلبابا قديما فسأله: أليس لك ثوب غير هذا ؟! لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين ؟
ويقول الإمام علي رضي الله عنه: لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر
وفاته رضي الله عنه
فهذه القافلة التي تغذ السير في الصحراء، تؤلف جماعة من المؤمنين، وعلى رأسهم عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله . وان ابن مسعود ليبصر المشهد قبل أن يبلغه مشهد جسد ممتد يبدو كأنه جثمان ميّت، والى جواره سيدة وغلام يبكيان
ويلوي زمام دابته والركب معه صوب المشهد، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان، حتى تقع عيناه على وجه صاحبه وأخيه في الله والإسلام أبي ذر
وتفيض عيناه بالدمع، ويقف على جثمانه الطاهر يقول:" صدق رسول الله تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك
ويجلس ابن مسعود رضي الله عنه لصحبه تفسير تلك العبارة التي نعاه بها: (تمشي وحدك وتموت حدك وتبعث وحدك)
كان ذلك في غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة، وقد أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ لملاقاة الروم، الذين شرعوا يكيدون للإسلام ويأتمرون به. وكانت الأيام التي دعي فيها الناس للجهاد أيام عسر وقيظ
وكانت الشقة بعيدة والعدو مخيفا ولقد تقاعس عن الخروج نفر من المسلمين، تعللوا بشتى المعاذير
وخرج الرسول وصحبه وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا ومشقة، فجعل الرجل يتخلف، ويقولون يا رسول الله تخلف فلان، فيقول: دعوه فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه
ورأى أبو ذر أنه بهذا سيتخلف عن المسلمين وينقطع دونهم الأثر، فنزل من فوق ظهر البعير، وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه، مهرولا، وسط صحراء ملتهبة، كما يدرك رسوله عليه السلام وصحبه
وأخذ المسافر الجليل يقترب منهم رويدا يقتلع خطاه من الرمل المتلظي اقتلاعا، وحمله فوق ظهره بتؤدة ولكنه مغتبط فرحان لأنه أردك القافلة المباركة، ولم يتخلف عن رسول الله وإخوانه المجاهدين
وبعد مضي عشرين عاما على هذا اليوم أو تزيد، مات أبو ذر وحيدا، في فلاة الربذة بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه ولقد بعث في التاريخ وحيدا في عظمة زهده، وبطولة صموده
ولسوف يبعث عند الله وحيدا كذلك؛ لأن زحام فضائله المتعددة، لن يترك بجانبه مكانا لأحد سواه
هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار
أقبل على مكة نشوان مغتبطا
فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا أخاه
قال أبو ذر:أنشدني مما تقول
فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم
قال أبو ذر: اقرأ عليّ
فقرأ عليه الرسول، وأبو ذر يصغي ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وسأله النبي: ممن أنت يا أخا العرب ؟
فأجابه أبو ذر: من غفار
أفيجيء منهم اليوم، والإسلام لا يزال دينا غصّا مستخفيا، واحد ليسلم ؟
ويعود أبو ذر إلى عشيرته وقومه، فيحدثهم عن النبي الذي ظهر يدعو إلى عبادة الله وحده ويهدي لمكارم الأخلاق، ويدخل قومه في الإسلام، واحدا اثر واحد ولا يكتفي بقبيلته غفار، بل ينتقل إلى قبيلة أسلم فيوقد فيها مصابيحه
ونظر إلى قبيلة غفار وقال: غفار غفر الله لها
ثم إلى قبيلة أسلم فقال: وأسلم سالمها الله
عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر
وحين أسلم أبو ذر رضي الله تعالى عنه و أرضاه كان الرسول يهمس بالدعوة همسا لكنه توجه الى الرسول عليه
الصلاة والسلام فور إسلامه بهذا السؤال: يا رسول الله، بم تأمرني ؟
فأجابه الرسول: ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري
فقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في المسجد
فثابوا إلى رشدهم وتركوه
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ببصيرته الثاقبة عبر الغيب القصيّ والمجهول البعيد كل المتاعب التي
سيفيئها على أبي ذر صدقه وصلابته، فكان يأمره دائما أن يجعل الأناة والصبر نهجه وسبيله
فأجاب قائلا: إذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ اصبر حتى تلقاني
ترى لماذا سأله الرسول هذا السؤال بالذات ؟؟ الأمراء والمال ؟؟
أوصاني خليلي بسبع
أمرني بحب المساكين والدنو منهم
وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي
وأمرني ألا أسأل أحد شيئا
وأمرني أن أصل الرحم
وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا
وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم
وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله.
أرسل اليه امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و قال له : إنما أرسلنا إليك لتجاورنا في المدينة
قال : لا حاجة لي في ذلك ائذن لي إلى (الربذة)
قال له عثمان رضي الله عنه : نعم و نأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك و تروح
فقال : لا حاجة لي في ذلك يكفي أبا ذر صريمته (القطيع من الابل و الغنم) فلما خرج قال :دونكم معاشر قريش دنياك فاعذموها (أي فخذوها) و دعونا و ربنا
ولوسيّرني ما بين الأفق الى الأفق، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي
ولو ردّني إلى منزلي، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي
فأجابه أبو ذر: يا بن أخي لقد أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني
قال له: والله انك لمحتاج إليهما
فأجاب أب ذر: اللهم غفر انك لمعظّم للدنيا، ألست ترى عليّ هذه البردة ؟؟ ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل ما نحن فيه؟؟
و في سنة إحدى و ثلاثين أو اثنين و ثلاثين هجريا عندما كان أبو ذر يعالج سكرات الموت في الربذة و معه سيدة السمراء الضامرة، الجالسة إلى جواره تبكي، هي زوجته
وانه ليسألها: فيم البكاء والموت حق ؟
فتجيبه بأنها تبكي: لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا
لا تبكي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين
وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق،، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فإني والله ما كذبت ولا كذبت
وفاضت روحه إلى الله ولقد صدق
وتلفت القوم ذات مرة، فلم يجدوا أبا ذر وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: لقد تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره
وأعاد الرسول مقالته الأولى
كان بعير أبي ذر قد ضعف تحت وطأة الجوع والظمأ والحر وتعثرت من الإعياء خطاه
وحاول أبو ذر أن يدفعه للسير الحثيث بكل حيلة وجهد، ولكن الإعياء كان يلقي ثقله على البعير
وفي الغداة، وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا، بصر أحدهم فرأى سحابة من النقع والغبار تخفي وراءها شبح رجل يغذ السير
وقال الذي رأى: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق وحده
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: كن أبا ذر
وعادوا لما كانوا فيه من حديث، ريثما يقطع القادم المسافة التي تفصله عنهم، وعندها يعرفون من هو
وحين بلغ أول القافلة، صاح صائهحم: يا رسول الله: انه والله أبا ذر
وسار أبو ذر صوب الرسول صلى الله عليه و سلم
ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية وقال: يرحم الله أبا ذر
يمشي وحده
ويموت وحده
ويبعث وحده