موقع السراج
من هو حسان بن ثابت
حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصارم، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعراً معتبراً يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة
وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين الأوس والخزرج ، تكثر فيها الخصومات والحروب ، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس ، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية ، فطارت له في البلاد العربية شهرة واسعة . لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، هاجر إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فدخل في الإسلام. وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانية، ويدافع عن محمد والإسلام، ويهجو خصومهما
قال صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار: ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟
فقال حسان بن ثابت : أنا لها وأخذ بطرف لسانه
وقال عليه السلام : والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء، بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صح إسلامهم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان، وكان يحثه على ذلك ويدعو له بمثل:" اللهم أيده بروح القدس" عطف عليه، وقربه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا. إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان، إنما كان يهجوهم بالأيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب
فضل حسان بن ثابت
اتفق الرواة والنقاد على أن حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره، وأشعر أهل اليمن قاطبة. قال أبو عبيدة: ( فُضِّلَ حسّان بن ثابت على الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام)
وقد روي عدي بن ثابت ، عن البراء : أن رسول الله قال لحسان : اهْجُهُم وهَاجِهِم وجبريل معك
مرَّ عمر بن الخطاب على حسّان وهو ينشد في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانتهره عمر، فأقبل حسّان فقال: (كنتَ أنشد وفيه مَن هو خيرٌ منك)... فانطلق عمر حينئذٍ، وقال حسان لأبي هريرة: أنشدك الله هل سمعتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يا حسّان! أجبْ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أيّده بروح القُدُس)... قال: (اللهم نعم)
كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت: (اهجهم وهاجهم وجبريلُ معك)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسبّوا حسّاناً، فإنه ينافحُ عن الله وعن رسوله)
توفي حسان بن ثابت في المدينة المنورة سنة (54هـ= 673/674م) في عهد معاوية بن أبي سفيان عن عمر قد ناهز المائة والعشرين عامًا