موقع السراج
دروس من الهجرة
بقلم الصديق : محمد أحمد محمود
فهو المكمل نشـأة وخصـال | قلـب الحـبيب متيـم بحبيبه | |
وتقيل عثرتنا من الأوحــال | لما بدى برسالة تهدي الورى | |
وأتى الحبيب وزالت الأثقـال | نير الجهالة قد تكسر يومهـا | |
والنور حطم ظلمة الأغـلال | أوثانهم لما رأته تهدمــت | |
نورا ذكيا في السماء وجـال | في ليلة غراء قد زان الدنـا | |
أو مسه جن فذاك ضــلال | هو ساحر قالوا وقالوا شاعر | |
يرد اعتلاءا بيننا وتعــال | ولعله قرأ الصحاف وجاءنـا | |
لا لافتخار زائل أو مــال | يا قوم أني قد بعثت لخيركم | |
متنزه عن شرككــم والأل | أدعو لرب واحد سبحـانـه | |
من يكذب الأعمام والأخوال | ما ضركم لو تسمعون فما أنا | |
لم تبق منكم في الروي أطلال | يا قوم إن المرسلات إذا أتت | |
تسقي عباد الله شر نكــال | فعموا وصموا والقلوب تفجرت | |
وإن اعتلى ظلم الجهول وطال | صبراً عباد الله نصر قــادم | |
هم للعقيدة خيرة الأبطــال | وهناك أرض نستظل بأهلها |
من أجلها نستعذب الأهــوال | فإلى المدينة فارحـلوا بعقيدة | |
بدوا للدين حصنا مانعاً ورجال | ساء الضلال رحيلهم لمــا | |
كانت على الكفار شـر وبـال | فأراد قتل حبيبنـا في ليلـة | |
ثأره كي يقبلون فداءه بالمـال | مكـراً يدبـر أن يفــرق | |
وعلى يضرب للفداء مثــال | بتراب مكة عميت أبصارهم | |
تأتي بقدر إبـاءه الأهــوال | ما راعه بطش الجبابر أبياً | |
خلف الحبيب سراقة يحتــال | فاشتاط غيظ الكافرين وأرسلوا | |
يخشى الهوام عليه والأنـذال | في الغار يغفو والصديق منتبه |
نعم الحصون فما لهـن زوال | بيض الحمام وعنكبوت نسجه | |
والله من فوق البــرية وال | ما ظنكـم بمحمـد ورفيقـه | |
يأتي الصباح وتشرق الآمـال | بحصانة العبد الضعيف بربه | |
عن كل ما لاقاه من أهــوال | ونجا الحبيب بدينه رب أجزه | |
أحلى النشيد وأعذب الأقـوال | وبنات خال المصطفى ينشدنه | |
حمداً لـرب بالغ الأفضــال | طلع الهلال إلى السماء فزانها | |
خير الورى في صحبة الأبطال | أهلا به في أرض يثرب إنه | |
دار الحبيب وخيرة الأبطــال | يا سعـد يثرب قد غـدت | |
بين العشـائر رفعة وجـلال | جاء الحبيب لأهله يهديهم |
لفداكم من كل مرتخص وغال | وازدانت البلد الطهور وقدمت | |
حاشـاه بعدك سقطة وزوال | بك يا رسـول الله تمم ديننا | |
فهم الدروس فإنهـن غـوال | هذي دروس للنجيب وليتـه |