موقع السراج
لماذا كانت أول آيات القرآن الكريم هي ((اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ))؟
يتسأل البعض لماذا كانت أول آيات القرآن الكريم هي:((اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ)) مع أن النبي صلى الله عليه و سلم كان أميا؟ كان على النبي صلى الله عليه و سلم أن يردد ما يقوله له جبريل عليه السلام فهل يحتاج هذا لمعرفة القراءة؟ هل كان صلى الله عليه و سلم يقرأ من ورقة أو صحيفة فأين هي إذن؟ و لماذا لم نرها أو يذكرها أحد؟
و الإجابة تتلخص في النقاط التالية
في المعتاد الإنسان العادي عندما يُطلب منه القراءة يكون قد تعلمها مسبقاً على يد بشر لهذا حكم النبي صلى الله عليه و سلم بحكم بشريته أنه لا يستطيع أن يقرأ بينما في هذه الآية الكريمة يتحدث الله تعالى بحكم قدرته هو المطلقة فهذا الرجل الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب سيجعله الله تعالى بطلاقة قدرته معلماً للبشرية كلها إلى يوم القيامة فكل البشر يعلمهم بشر أما محمد صلى الله عليه و سلم فسيعلمه رب البشر سبحانه وتعالى لذلك جاء الجواب من الله سبحانه وتعالى: ((اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ)) أي أنه سبحانه من خلق الإنسان من عدم سيجعلك تعلم الناس و تقرأ عليهم كتاب معجز يعجزوا أن يأتوا بمثله و إن إجتمعوا على ذلك.
فالحق سبحانه و تعالى يريد أن يلفتنا إلى أن محمداَ صلى الله عليه و سلم لا يقرأ القرآن لأنه تعلم القراءة و إلا لما كان الأمر معجزاً ولكنه يقرؤه باسم الله، ومادام بسم الله فلا يحتاج رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون قد تعلم من بشر لأن الذي علمه هو الله سبحانه و تعالى.
كذلك فلو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان متعلماً لقيل أنه قام بتأليف القرآن أما و هو صلى الله عليه و سلم كان أمياً فكان الإعجاز أكبر فمن يقرأ هذا الكلام المعجز – الذي أعجز أباطرة اللغة العربية و هم عرب زمانه رغم تحدي الله سبحانه لهم أن يأتوا بمثله -غير متعلم فلا يوجد إحتمال منطقي و لو ضئيل أن يكون هو كاتبه. و على الرغم من أن الأمية صفة مذمومة لأي إنسان كانت أميَّة النبي صلى الله عليه و سلم مدحًا وشرفًا وعزًّا له، فيكفيه شرفًا أن مُعلِّمه هو الوحي من ربه عزّ وجلّ (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)، وهو بذلك سيد العلماء ومعلم البشرية جمعاء.