موقع السراج
داروين و صداع الإرتقاء
تتلخص نظرية داروين في أن جميع أنواع الكائنات الحية تنشأ وتتطور من خلال عملية الانتقاء الطبيعي للطفرات الموروثة التي تزيد من قدرة الفرد على المنافسة والبقاء على قيد الحياة والتكاثر و يرى أن الحيوانات التي تتمتع بالحس الإجتماعي (كالإنسان) ما أن تصل إلى درجة معقولة من الذكاء فإنها تكتسب (دوافع أخلاقية) تعينها على الحياة في ظروفها الإجتماعية السائدة أي انك إذا نشئت في بيئة يشيع فيها سلوك معين تمارسه دون شعور بالخجل أو اللوم فإنه حتما سيكون من ضمن سلوكياتك. و يفسر دارون سلوك التعاطف أنه للتخفيف من شعوره بالالم عند رؤية معاناة الآخرين و قد تنبأ أن المتوحشون سيسودون و سيفتكون بالإنسان المتحضر
الرد على هذا الرأي
كما عجزت نظرية داروين عن تفسير كيف تطورت بعض الفصائل للأجمل و ليس فقط للأقوى
و تبقى النظرية بعد ذلك عاجزة عن تفسير لماذا خرج من عائلة الحمار شيء كالحصان..و لماذا خرج من عائلة الوعل شيء رقيق مرهف و جميل كالغزال .. مع أنه أقل قوة و أقل إحتمالاً..كيف نفسر جناح الهدهد و ريشة الطاووس و موديلات الفراش بألوانها البديعة و نقوشها المذهلة..نحن هنا أمام يد مصور فنان يتفنن و يبدع..و لسنا أمام عملية غليظة كصراع البقاء و حرب المخلب و الناب
للرد على فكر دارون هناك بعض النقاط التي عجزت نظريته عن تفسيرها مما يدل على عجزها عن تفسير مجمل سلوك الإنسان فقد عجزت نظرية دارون عن تفسير السلوكيات البشرية السامية مثل الإيثار فما الذي يدفعني للتضحية بحياتي من أجل الآخرين طالما أن تفكيري يسيطر عليه فكرة البقاء للأقوى
في كتاب (حوار مع صديقي الملحد) للدكتور مصطفى محمود يعلق برأيه على نظرية النشوء و الإرتقاء لداروين بقوله
و إذا كانت هذه النظرية تفسر لنا بقاء الأقوى فإنها لا تفسر لنا بقاء الأجمل ، فإن الجناح المنقوش لا يمتاز بأي صلاحيات مادية أو معاشية عن الجناح الأبيض ، و ليس أكفأ منه في الطيران .. و إذا قلنا إن الذكر يفضل الجناح المنقوش ، في التزاوج ، فسوف نسأل و لماذا؟ ما دام هذا النقش لا يمثل أي مزيد من الكفاءة؟ و إذا دخل تفضيل الأجمل في الحساب فإن النظرية المادية تنهار من أساسها