موقع السراج
الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم
آيات الجهادالجهاد...مقدمة بسيطة
ما هو الجهاد في الإسلام
اولا يجب أن نفرق بين مذهب أو عقيدة أو فكرة و بين من يعتنقها فلا يعقل أن نحكم على قيمة العقيدة أو المذهب من منطلق سلوك قلة من اتباعه فقط و العكس صحيح فيمكن أن تحكم على التابع أو المؤمن بمعتقد معين حسب درجة إخلاصه لمبدئه و معتقده
لماذا؟ لأنه يمكن لأي إنسان أن يدعي كذبا أنه ينتمي لفكر أو معتقد معين لمجرد تحقيق مصلحة ما في نفسه ففي هذه الحالة هذا الإنسان يعتبر منافق كاذب و لهذا فإنه عاجلا أم أجلا سيسقط القناع و يظهر وجهه الحقيقي و نهمه لتحقيق المنفعه التي سعى ورائها فكان المعتقد هو مجرد ستار يخبيء وراءه غرضه الحقيقي
و كذلك يمكن لإنسان أن يؤمن بدين معين أو مذهب ما و لكن نظرا لطبيعته البشرية قد ينحرف عن الطريق لفترة لاننا لسنا ملائكة و المثالية ليست من مقوماتنا و لهذا فلا يصح أن تحكم على دينه أو معتقده في لحظة الضعف الإنساني التي انحرف فيها عن جادة الطريق فمثلا جميع الديانات تحرم الزنا فلا يمكن أن أحكم على هذه الديانات أنها تبيح الزنا لمجرد أن بعض اتباعها يمارسون الزنا
و مع هذا يمكن الحكم على المذهب أو الدين بدرجة تأثره على حياة اتباعه و كيف اصلحهم. الله تعالى لا يريدنا مثاليين و لكنه تعالى يريدنا ان نتمسك بالسلوك القويم الذي يضمن للبشرية التعايش السلمي بين البشر. يريدنا تعالى أن نعترف بأخطائنا و نتحمل تبعاتها و لكن تظل داخلنا قناعة أن هناك رب غفور يفرح بتوبتنا و برجوعنا الى طريقه القويم و لهذا فهو بحق الغفور الرحيم
و عن ابي هريرة عن نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم قال: ((والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)) – رواه مسلم و في الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((قالَ اللهُ تعالى : إذا تقربَ إليَّ العبدُ شبرًا تقربتُ إليهِ ذراعًا، و إذا تقربَ إليَّ ذراعًا تقربتُ منه باعًا، و إذا أتاني مشيًا أتيتُه هرولةً)) – رواه السيوطي في كتابه الجامع الصغير
التعريف
الجهاد: مصدر جاهد، وهو من الجهد -بفتح الجيم وضمها- أي: الطاقة والمشقة و معناه أن يستفرغ الإنسان فيه وسعه وطاقته؛ فيطلق الجهاد على مجاهدة النفس، ويطلَق على الحجِّ، ويطلَق على قول الحقِّ في موضعه، ويطلَق على مقاتلة العدوِّ المعتدي لرفع العدوان ودفع الطغيان، وليس المقصود من تشريع الجهاد هذا الأخير الذي هو بمعنى القتال وحسب، بل يشمل جميع ما سبق أما (الحرب) و (القتال) فلا يعدل لاضرورة (الجهاد)
في الإسلام (الجهاد) له مستويان مستوى أكبر و مستوى أصغر. أما الأكبر فهو جهاد النفس و معناه مقاومة الغرائز و مجاهدة الهوى و هو الأصعب لأنك تواجه فيه ألد أعدائك و أكثرهم علما بك و بعيوبك و هو (نفسك) لهذا فهو جهاد دائم لا ينتهي إلا بالموت و يتطلب وعي و عمل مضني دائم أما الجهاد الأصغر فهو يطلق على قتال العدو الذي يُراد به دفعُ العدوان وردعُ الطغيان، وهذا النوع من الجهاد له شروطه التي لا يصح إلا بها..هذا النوع هو النوع الذي يهاجم دائما ظلما نتيجة لعدم الفهم و الدعاية الكاذبة التي لا غرض منها سوى الإساءة للإسلام بنشر الأكاذيب و تغييب الواقع و محاولة مساواة الجهاد بإراقة الدماء
و القاعدة العامة
لا تعد الحرب جهادا الا اذا التزمت بالشروط و القواعد و الضوابط التي وضعها الإسلام و التي سنوضحها لاحقا. إذا لم تتحقق هذه الشروط كاملة فإن القتال لا يسمى جهادا بل قد يعد فسادا أو خيانة تستوجب العقاب